فالأول: كالسرير والارتفاع [فقط]، فإن السرير إذا وقع في الخارج لزمه الارتفاع من الأرض، وإذا تصورناه في الذهن وقع معه في الذهن الارتفاع من الأرض، فهما متلازمان فيهما.
والثاني: كالسرير، وذلك أنه لا يلزم من وجود أحدهما وجود الأخر خارجا، ولا ذهنا، فإنا قد نتصور أحدهما، ونذهل عن الآخر.
والثالث: كالسرير، والإمكان، فإن الإمكان] يلزم [السرير في الخارج، فلا يوجد إلا وهو ممكن، ويستحيل خلاف ذلك، فهما متلازمان في الخارج، مع أنا قد نتصور أحدهما، ونذهل عن الأخر، فليس متلازمين في الذهن؛ لأنا نعني ب (اللازم) ما لا يفارق.
والرابع: كزيد إذا أخذ بقيد كونه نجار السرير، فإنا إذا تصورناه من جهة كونه نجار السرير استحال ألا نتصور السرير مع أنه لا ملازمة في الخارج، وكذلك السواد إذا أخذ] بقيد [كونه ضد البياض، وتصوره من هذا الوجه استحالة ألا يتصور البياض مع التلازم، بل هما متنافيان، وهذه الملازمة نشأت عن أخذ السواد بقيد هذا الاعتبار، أما السواد من حيث هو سواد لا يلزم من تصوره] تصور [البياض.
إذا تقررت هذه الأقسام الأربعة، فأعلم أنه يندرج في دلالة الالتزام منها اثنان: