المراد بالنص الأول الذبح، بل إظهار طواعيتهما، وحسن إقبالهما على أوامر الله تعالى.
وثالثها: أن صيغ الأعداد تقبل المجاز بدليل قوله تعالى:
} ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه {] الحاقة: ٣٢ [، وكذلك قوله تعالى:} إن تستغفر لهم سبعين مرة {] التوبة: ٨٠ [.
قالوا: المراد الكثرة لا خصوص السبعين.
قال العلماء: العرب تعبر بالسبعين عن أصل الكثرة، فالمراد أنها كثيرة الذرع. وكذلك قوله تعالى:} ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير {] الملك: ٤ [.
قال العلماء: معناه أرجعه دائما، ودل بـ (الكرتين) على أصل الكثرة، وتقول الناس في العرف: كلمني كلمتين، ومراده كلاما كثيرا، وكذلك قولهم: امش معي خطوتين، والأصل عدم النقل والتغير، فيكون ذلك لغة، وهذا عين المجاز، فإنه استعمال اللفظ في جميع هذه الصور في غير ما وضع له.
وإذا كان هذا في لفظ العدد، فكيف غيره؟ ولا يتصور لفظ يتعذر فيه أمثال هذه الاحتمالات إلا لفظ الجلالة، وهو قولنا: الله، فإن هذا اللفظ علم بالضرورة لا يقبل كثيرا من هذه الأسئلة مع أنه قد جاء في الكتب القديمة في التوراة: جاء الله من سيناء،