سلمناه؛ لكنه معارض بآيات؛ منها: ما يدل على أن محل الإيمان هو القلب، وذلك يدل على مغايرة الإيمان لعمل الجوارح؛ قال تعالى:{أولئك كتب في قلوبهم الإيمان}[المجادلة: ٢٢]، {وقلبه مطمئن بالإيمان}[النحل: ١٠٦]، {يشرح صدر للإسلام}[الأنعام: ١٢٥٠].
وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول:(يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك).
ومنها: الآيات الدالة على أن الأعمار الصالحة أمور مضافة إلى الأيمان، قال الله تعالى:{الذين آمنوا وعملوا الصالحات}[الرعد: ٢٩] و {من يؤمن بالله ويعمل صالحا}[التغابن: ٩]{ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات}[طه: ٧٥]، {فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمنا}[الأنبياء: ٩٤].
ومنها: الآيات الدالة على مجامعة الإيمان مع المعاصي؛ قال الله تعالى:{الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}[الأنعام: ٨٢]، {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا}[الحجرات: ٩] وهذا هو الجواب عن سائر الآيات التي تمسكوا بها.
والجواب عن الخامس: أن ما ذكروه لازم عليهم؛ لأنه قد يسمى مؤمنا حال كونه غير مباشر لأعمال الجوارح.
والجواب عن السادس: أنا نعترف بأن الإيمان في عرف الشرع ليس لمطلق التصديق، بل التصديق الخاص، وهو تصديق محمد- صلى الله عليه وآله