يعنى أن الغزالي عده من الاشتراك اللفظي، والفرق أن الاشتراك اللفظي له معنيان:
أحدهما: وضع اللفظ لمعنيين كالقرء.
والثاني: تردد بين معنيين من حيث التركيب لا من حيث الوضع، فسمى إشتراكا لفظيا لاشتراك معنيين في طلب ذلك المتردد بينهما، وذكر غير التبريزى من الاحتمالات المخلة اشتباه الوقف، والابتداء، كقوله تعالى:{وما يعلم تأويله إلا الله}[آل عمران: ٧]، وكقوله تعالى:} وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم} [الأنعام: ٣]، فالوقف عند قوله:(الله)، والابتداء بقوله تعالى:{في السموات والأرض}، أي يعلم سركم وجهركم في السموات والأرض، ومن التقديم والتأخير قوله تعالى:{والذي أخرج المرعى، فجعله غثاء أحوى}[الأعلى: ٤ - ٥]، أي: أحوى غثاء، لأن الأحوى: الشديد الخضرة، والغثاء: ما يحمله السيل، ثم يسود من الماء والشمس.
وأصل الحوة: السواد، ويسمى الأخضر الشديد أحوى لمقاربة السواد.
وكقوله تعالى:{وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين}[النحل: ٥١]، أي: اثنين إلهين، ومن الاحتمالات اشتباه الإعراب، كقوله عليه السلام:(ذكاة الجنين ذكاة أمه)، روى (زكاة أمه) بالرفع فلا يحتاج إلى ذكاة، وبالنصب فيحتاج، وفيه بحث مذكور في الخلافيات.