تعالى (وأيديكم إلى المرافق)[النساء:٤٣] تستدخل الغاية، وفي قوله تعالى:(ثم أتموا الصيام إلى الليل)[البقرة:١٨٧] تخرج منها)
قلنا: لا نسلم أن الغاية دخلت في آية الوضوء؛ لأن القاعدة أن المغيا يجب ثبوته قبل الغاية، وتكرره إليها كقولك: سرت من مصر إلى مكة، فالسير الذي هو المغيا، قد ثبت قبل (مكة)، وتكرر إليها، وهاهنا المغيا هو غسل جملة اليد لقوله تعالى:(وأيديكم إلى المرافق)[النساء:٤٣] واليد اسم للجملة، وثبوت غسل كل اليد قبل المرفق محال، فيتعين ألا يكون هو المغيا، ويتعين أن يكون العامل في قوله تعالى:(إلى المرافق) فعلا مضمرا، وهو المغيا، تقديره: اتركوا من آباطكم إلى المرافق، فـ (إلى) غاية للمتروك لا للمغسول للقاعدة المتقدمة، وعلى هذا البحث يتعارض في هذا المقام المجاز والإضمار، فإن الغسل لا يمكن أن يكون مغيا حتى نعبر باليد عن