للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقيه هذه الأمة.

وقال أبو العباس الدغولي: كتب أهل بغداد إلى محمد بن إسماعيل:

المسلمون بخير ما بقيت لهم وليس بعدك خير حين تفتقد

وقال أبو بكر محمد بن حرب: سألت أبا زرعة عن محمد بن حميد فقال: تركه أبو عبد الله - يعني: البخاري - قال: فذكرت ذلك للبخاري، فقال: بره لنا قديم.

وقال الفضل بن العباس الرازي: رجعت مع محمد بن إسماعيل مرحلة، وجهدت الجهد على أن أجيء بحديث لا يعرفه فما أمكنني، وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعر رأسه.

وقال إسحاق بن أحمد بن زيرك: سمعت محمد بن إدريس الرازي أبا حاتم يقول: محمد بن إسماعيل أعلم من دخل العراق. قال: وسمعته في سنة سبع وأربعين يقول: يقدم عليكم رجل من خراسان لم يخرج منها أحفظ منه، فقدم محمد بن إسماعيل بعد أشهر.

وقال صالح بن سيار: سمعت نعيم بن حماد يقول: محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة.

وقال عبدان بن عثمان: ما رأيت بعيني شابا أبصر منه.

وقال محمد بن سلام: هو الذي ليس مثله.

وقال يحيى بن جعفر: لو قدرت أن أزيد في عمره لفعلت.

وقال محمد بن العباس الضبي: سمعت أبا بكر بن أبي عمرو الحافظ يقول: كان سبب مفارقة أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البلد يعني: بخارى، أن خالد بن أحمد الأمير سأله أن يحضر منزله فيقرأ الجامع و التاريخ على أولاده، فامتنع، فراسله أن يعقد لأولاده مجلسا لا يحضره غيرهم فامتنع أيضا، فاستعان عليه بحريث ابن أبي الورقاء وغيره حتى تكلموا في مذهبه، ونفاه عن البلد، فدعا عليهم فاستجيب له.

وقال ابن عدي: سمعت عبد القدوس بن عبد الجبار السمرقندي يقول: جاء محمد بن إسماعيل إلى خرتنك قرية من قرى سمرقند على فرسخين منها، وكان له بها أقرباء فنزل عندهم، قال: فسمعته ليلة من الليالي يدعو اللهم إنه قد ضاقت علي الأرض بما رحبت فاقبضني إليك، قال: فما تم الشهر حتى قبضه الله في سنة ست وخمسين ومائتين في شوال.

قلت: مناقبه كثيرة جدا قد جمعتها في كتاب مفرد، ولخصت مقاصده في آخر الكتاب الذي تكلمت فيه على تعاليق الجامع الصحيح، ومن ذلك:

قال الحاكم: سمعت أبا الطيب يقول: سمعت ابن خزيمة يقول: ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله ولا أحفظ له من البخاري.

قال: وسمعت أبا عبد الله الحافظ - يعني: ابن الأخرم يقول: سمعت أبي يقول: رأيت مسلم بن الحجاج بين يدي البخاري، وهو يسأله سؤال الصبي المتعلم.

قال: وسئل أبو عبد الله يعني: ابن الأخرم عن حديث، فقال: إن البخاري لم يخرجه. فقال له السائل: قد خرجه مسلم، فقال أبو عبد الله: إن البخاري كان أعلم من مسلم ومنك ومني.

وقال: ولما ورد البخاري نيسابور قال محمد بن يحيى الذهلي: اذهبوا إلى هذا الرجل الصالح فاسمعوا منه، فذهب الناس إليه حتى ظهر الخلل في مجلس محمد بن يحيى، فتكلم فيه بعد ذلك.

وقال عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي: رأيت العلماء بالحرمين والعراقين، فما رأيت فيهم أجمع منه.

قال الحاكم: وسمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول: سمعت محمد بن نعيم يقول: سألت محمد بن إسماعيل لما وقع ما وقع من شأنه عن الإيمان فقال: قول وعمل، يزيد وينقص، والقرآن كلام الله غير مخلوق، وأفضل الصحابة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، على هذا حييت، وعليه أموت وأبعث إن شاء الله تعالى.

وقال غنجار في تاريخ بخارى: قال له أبو عيسى الترمذي: قد جعلك الله زين هذه الأمة يا أبا عبد الله.

وقال في الجامع: لم أر في معنى العلل والرجال أعلم من محمد بن إسماعيل.

وقال إسحاق بن راهويه: يا معشر أصحاب الحديث

<<  <  ج: ص:  >  >>