٤٠] والمراد منه: العجائب التي فعلها الله تعالى، وقوله تعالى:(أتعجبين من أمر الله)[هود:٧٣] وأراد به الفعل، وقوله:(وما أمر فرعون برشيد)[هود:٩٧]، (وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر)[القمر:٥٠] وقوله: (تجري في البحر بأمره)[الحج: ٦٥] وقوله: (مسخرات بأمره)[الأعراف:٥٤].
وأما الشعر فقوله [الوافر]:
(لأمر ما يسود من يسود)
وأما العرف: فقول العرب في خبر الزباء:
(لأمر ما جدع قصير أنفه)
ويقولون:(أمر فلان مستقيم، وأمره غير مستقيم) وإنما يريدون: طرائقه وأفعاله، وأحواله، ويقولون:(هذا أمر عظيم)، كما يقولون:(خطب عظيم ورأيت من فلان أمر هالني) وأما أن الأصل في الإطلاق الحقيقة، فقد تقدم.
وثانيهما: أنه قد خولف بين جمع الأمر بمعنى القول، وبين جمعه بمعنى الفعل؛ فيقال في الأول: أوامر، وفي الثاني: أمور، والاشتقاق علامة الحقيقة.
واحتج أبو الحسين على قوله بأن من قال:(هذا أمر) لم يدر السامع أي هذه الأمور أراد!!
فإذا قال:(هذا أمر بالفعل، أو أمر فلان مستقيم، أو تحرك هذا الجسم لأمر، أو جاء زيد لأمر) عقل السامع من الأول القول، ومن الثاني الشأن، ومن الثالث: أن الجسم تحرك الشيء، ومن الرابع: أن زيدا جاء لغرض من الأغراض، وتوقف الذهن عند السماع يدل على أنه متردد بين الكل.