للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقديره: ما منعك أن تسجد، كذلك قاله ابن جني في (الخصائص).

قوله: (في قوله تعالى: (وسارعوا إلي مغفرة من ربكم) [آل عمران:١٣٣] (فاستبقوا الخيرات) [البقرة:١٤٨].

قلنا: اجتمع في هاتين الآيتين أمران:

أحدهما: لفظ (المسارعة) و (الاستباق) وهما موضوعان للفور والزمن الخاص آنفا، وكذلك المبادرة والفور والتعجيل ونحو ذلك من الألفاظ.

وثانيها: صيغة الأمر، فالخصم يسلم دلالتها على الفور، لكن من جهة المبادرة التي هي حروف المسارعة والاستباق الموضوعة لذلك لا من جهة صيغة الأمر، فلا يحصل المطلوب، ويؤكده أنه لو حذفت صيغة الأمر، وقيل ذلك بصيغة الخبر (استبق فلان أو سارع) لفهم منه الفور، فدل ذلك على أن الدال هو هذه المبادرة، والحروف خصوصها لا صيغة الأمر.

ثم سلمنا عدم هذه المعارضات، لكنها تقتضي حمل أوامر الله تعالى على الفور والنزاع في الوضع اللغوي لا في الحمل، فأين أحدهما من الآخر؟

قوله: (البدل الذي هو يقوم مقام المبدل من جميع الوجوه).

<<  <  ج: ص:  >  >>