وأما المواضع التي كذبوا فيها مع أن الله تعالى مابين كذبهم فيها: فذاك لاستقلال العقل بمعرفة كذبهم فيها؛ فتكون الفائدة من ذكر تلك الأشياء بيان نهاية مكابرتهم وعنادهم في الدنيا والآخرة.
وأما هاهنا، فلما لم يكن العقل مستقلا بمعرفة كذبهم، والله تعالى لم يبين لنا ذلك، فلو كانوا كاذبين فيه، لم يحصل منه غرض أصلا؛ فتكون الآية عرية عن الفائدة.
قوله:" العلة هي التكذيب بيوم الدين ":
قلنا: لو كان كذلك لكان سائر القيود عديم الأثر في اقتضاء هذا الحكم؛ وذلك باطل؛ لان الله تعالى رتب الحكم عليها أولا في قوله تعالى:{قالوا لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين}[المدثر: ٤٣ - ٤٤].
قوله:" لما وجد السبب المستقل، لم يجز إحالة الحكم على غيره ":
قلنا: لعل الحصول في الموضع المعين من الجحيم ما كان لمجرد التكذيب؛ بل لمجموع هذه الأمور، وإن كان مجرد التكذيب سببا لدخول مطلق الجحيم.
قوله:" المراد من قوله: {لم نك من المصلين} أي: لم نك من المؤمنين ":
قلنا: هذا التأويل لا يتأتى في قوله: {ولم نك نطعم المسكين}.
قوله:" أهل الكتاب صلوا، وأطعموا ":
قلنا: الصلاة في عرف الشرع عبارة عن الأفعال المخصوصة التي في شرعنا، لا التي في شرع غيرنا.
قوله:" جاز أن يكون المراد منه قوما ارتدوا بعد إسلامهم ":