إله غيره} [الأعراف: ٥٩]: إن العموم إنما استفيد من لفظ: (من) ولو قال: " مالكم إله غيره " لم يعمم، مع أن لفظ (إله) نكرة، وقد حكم بأنه لا يعمم، وكذلك قوله تعالى:{وما تأتيهم من آية من آيات ربهم}[الأنعام: ٤] قال: العموم إنما استفيد من لفظ (من) لا من لفظ آيات في سياق النفي.
وقال: إن لفظ (من) يكون لإفادة العموم؛ نحو ما تقدم.
وتارة يفيد العموم كقولك: ما جاءني من أحد.
قال الجرجاني في أول " شرح الإيضاح ": إن الحرف قد يكون زائدا من جهة العمل، لا من جهة المعنى؛ كقولك:" ما جاءني من رجل " فإنك لو قلت: " ما جاءني رجل " لم تعم، فأفادتنا لفظة (من) العموم، فهي غير زائدة في المعنى، وفي التعبد به لا يحتاج لها.
فلو قلت:" جاءني رجل " صح؛ لأن الرجل فاعل بـ (جاء) وهو يتعدى إليه بنفسه، فهي زائدة من وجه دون وجه، وجماعة من النحاة رأيت ذلك لهم مسطورا: أن هذه النكرات الخاصة لا تفيد العموم، وإنما يحصل العموم فيها بـ (من) إذا دخلت عليها، بخلاف النكرات العامة؛ نحو:" ما جاءني من أحد، وما عندي من شيء " فلو حذفت (من) في هذا المثل، لكانت الصيغة للعموم.
وقد نقل ابن السكيت في (إصلاح المنطق)، والكلام في (المنتخب).