أضاف الكواكب إليها؛ لأناه كانت تقوم عند طلوعه، ونحو ذلك، وإذا كانت الإضافة في لسان العرب، يكفي فيها أدنى ملابسة، ويكون ذلك حقيقة، جاز إضافة الحكم في الآية إلى الحاكمين، والمحكوم له وعليه، واستقام إطلاق ضمير الجمع.
قوله:" في قوله تعالى: {إنا معكم مستمعون}[الشعراء: ١٥] المراد موسى وهارون وفرعون ".
قلنا: هذا غير متجه؛ لأن معية الله تعالى ثلاثة أقسام:
واجبة، ومستحيلة، وممكنة.
أما الواجبة: فمعيته تعالى بالعلم، ومنه قوله تعالى:{وهو معكم أينما كنتم}[الحديد: ٤].
والمستحيلة: المعية بالذات؛ لأنه تعالى ليس كمثله شيء.
والمعية الجائزة الممكنة: معيته تعالى باللطف والمعونة والنصر، ونحو ذلك؛ فيجوز أن يفعلها تعالى لمن يشاء من عباده، وله ألا يفعلها:{لا يسأل عما يفعل وهم يسألون}[الأنبياء: ٢٣] كقوله تعالى: {إنني معكما أسمع وأرى}[طه: ٤٦] أي: بالنصر والمعونة؛ ولذلك حصل لهما قوة الجنان، وأقدما على مقابلة فرعون، وسكن روعهما الذي شكواه في قوله تعالى عنهما:{إنا نخاف أن يفركط علينا أو أن يطغى}[طه: ٤٥]