يقول القاضي: إقدامه على النطق بالعشرة مع علمه بأن أكثرها لا يلزمه اشتغال باللغو من الكلام؛ بخلاف إذا لم يعلم، فهذا فرق عظيم بين البابين، أو يقول: سلمنا استواء البابين؛ لكن المستثنى فى الصورتين أقل.
أما قوله:(إلا عبادك منهم المخلصين) الحجر: ٤٠. فهؤلاء يشملون العباد المخلصين؛ لقوله "منهم" إشارة لبنى آدم، وأنه بعضهم، ومعلوم أن المخلصين من بنى آدم أقل.
وأما قوله:(إلا من اتبعك من الغاوين) الحجر: ٤٢. فهو أقل أيضاً؛ لأن قوله تعالى (إن عبادى) يشمل الملائكة؛ لكونه اسم جنس أضيف، والمتبع له بعض الغاوين؛ فإن الغاوين منهم من يتبع هواه، ومنهم من يتبع الشيطان، وغير ذلك، فيصيب المتبع له بعض الغاوين، ومعلوم أن كل الغاوين أقل من الكلائكة وحدهم، فكيف إذا أضيف إليهم صالحو بنى آدم؟
وفى الحديث: أن الملائكة يطوفون بالمحشر بمن فيه سبعة أدوار، وذلك أعظم مسمى فى المحشر.
وقال عليه السلام:"أطت السماء، وحق لها أن
تثط؛ ما فيها موضع شبر إلا وفيه ملك يسبح لله" ومعلوم أن هذا عدد عظيم.
وفى الحديث:"يدخل البيت المعمور كل يوم سبعون ألفاً لا يرجعون إليه أبداً" وهذا يتناول {مَا} قبل خلق آدم إلى قيام الساعة، وأن ابن آدم يأتيه كل يوم وليلة أربعة من الملائكة لا يرجعون إليه أبداً.