قال الرازى: والصفة: إما أن تكون مذكورة عقيب شيء واحد؛ كقولنا:"رقبة مؤمنة" ولا شك فى عودها إليه.
أوعقيب شيئين، وهاهنا: إما أن يكون أحدهما متعلقاً بالآخر؛ كقولك:"أكرم العرب، والعجم المؤمنين" فها هنا الصفة تكون عائدة إليهما، وإما ألا تكون كذلك؛ كقولك:"أكرم العلماء، وجالس الفقهاء الزهاد" فهاهنا الصفة عائدة إلى الجملة الأخيرة، وإن كان للبحث فيه مجال كما فى الاستثناء، والشرط، والله أعلم.
القول فى تخصيص العام بالأدلة المنفصلة
فنقول: تخصيص العام: إما أن يكون بالعقل، أو بالحس، أو بالدلائل السمعية وهو على وجهين:
تخصيص المقطوع بالمقطوع.
وتخصيص المقطوع بالمظنون.
فلنعقد فى كل واحد فصلاً:
الفصل الأول فى تخصيص العموم بالعقل
هذا قد يكون بضرورة العقل؛ كقوله تعالى:(الله خالق كل شئ) الزمر: ٦٢. فإنا نعلم بالضرورة أنه ليس خالقاً لنفسه ـ وبنظر العقل؛ كقوله تعالى:(ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً) آل عمران: ٩٧. فإنا نخصص الصبى المجنون؛ لعدم الفهم فى حقهما.