حصول العلم الضروري لكونها كانت ضرورية عندهم - كونها ضرورية عندنا نحن، ولأن تلك المعجزات التي صارت اليوم تروى بأخبار الآحاد لم تصر ضرورية عندنا.
وما سببه أن متعلق أحد الاعتقادين غير متعلق الآخر، فجاز أن يكون أحدهما ظنًا، والآخر علمًا، ولا يلزم أن يصير الأول معلومًا لنا، كما كان معلومًا لهم.
قوله:(قد يكون المجتهد مصيبًا، والآخر متمكنًا من مخالفته):
تقريره: أن المجتهد يجتهد في القبلة، فيصادفها، والآخر تعرض له شبهة تصرفه عنها، وفيجب عليه الصلاة للجهة التي دلت عليها الشبهة، فيتمكن من مخالفة المصيب، وكذلك في الأحكام الشرعية، ويرد عليه أن للمجتهد مخالفة المجتهد إذا لم يعلم أنه مصيب، وهاهنا إصابة الأمة معلومة بخلاف المجتهد، وهذا فرق حسن.