قال: فأخذ يحدثني في (الباء) من العشاء إلى أن طلع الفجر.
وكان علي - رضي الله عنه - يستخرج وقائع (صفين) من قوله - تعالى-:} حم، عسق {.
وكان يقول: إني لأعلم بطرق السماء من طرق الأرض، ولو انكشف الغطاء ما ازددت يقينًا.
وكان من أعلم الناس بالأرثماطيقي، حكاياته في علم الفرائض في ذلك مشهورة حيث قال حين سئل عن زوجة، وأبوين، وبنتين، فقال:(صار ثمنها تسعًا؛ لأن أصلها من أربعة وعشرين؛ لاجتماع السدس والثمن، ويعال للزوجة بثمانية، وهي الثمن، فتصير سبعة وعشرين، فيصير ثمنها تسعًا).
قال الشعبي: لم أر أحسب من علي بن أبي طلاب - رضي الله عنه - ووقفت له امرأة فقالت: إن أخي قد مات، وترك ستمائة دينار، فلم يعطني عاملك إلا دينارًا.
فقال لها: لعل أخاك قد ترك ابنتين، وزوجة، وجدة، واثني عشر أخًا وأنت؟ فقالت: نعم.
فقال: ليس لك إلا دينار.
يريد - رضي الله عنه - أن الثلثين أربعمائة للابنتين، والسدس للجدة مائة، والثمن للزوجة خمسة وسبعون يبقي خمسة وعشرون بين الإخوة:} للذكر مثل حظ الأنثيين {، فينوب كل أخٍ ديناران، وينوبها دينار.
وحكايته في الفرائض، وغيرها كثيرة جدًا.
فالصحابة - رضوان الله عليهم - كانوا بحار علوم، فكيف يدعى عليهم عدم المعرفة بالحساب، وغيره؟.