{أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت}[الغاشية: ١٧]، {أو لم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء}[الروم: ٣٧]، {أو لم يعلموا أن الله يبسط الرزق}[الرمز: ٥٢]، {ذلك لتعلموا أن الله يعلم}[المائدة: ٩٧]، {وما خلقت الجن، والإنس إلا ليعبدون}[الذاريات: ٥٦] أي: يعرفون.
(كنت كنزًا مخفيا لم أعرف، فأحببت أن أعرف، فخلفت خلقًا ليعرفوني). وشواهد ذلك لا تحصى في الكتاب والسنة.
قلت: قوله: (الآية إعلام بالتوحيد، لا يكلف به) -لا يتم؛ لأن الأمر ظاهر في الوجوب.
وكذلك نقول في قول القائل:(اعلم أني أخوك): اقتضاء لتحصيل العلم بذلك، وكونها دالة على التوحيد، لا ينافى أنها دالة على وجوب تحصيل العلم به، كما إذا قلنا: اعلم أن زيدًا في الدار؛ فإنه أمر بتحصيل العلم بذلك، هو إعلام بكونه في الدار؛ فإن العلم لا يحصل بوقوع الشيء في نفس الأمر، إلا إذا كان واقعًا فيه.
قوله:(ذلك يتوقف على معرفة المكلف، وعدم حصول المكلف به) -ممنوع؛ لأن المكلف الذي هو الأمر يكون معلومًا إجمالاً -كما تقدم -في المثال بالمجهول، غيره.
وأما عدم المكلف به، فإن أراد عدم نوعه فممنوع؛ لأن نوعه، قد يكون حاصلاً في الحال، والمطلوب إفراد ذلك النوع في المستقبل -كما تقدم -في الإيمان.
وإن أراد شخصه فمسلم، لكن لا يحصل مقصوده من جهة أن الآية لم تدل على وجوب.
وقوله:(وهما متحدان هاهنا) -ممنوع، بل المكلف هو الله -تعالى -