أقصى ما في الباب أنه عربي؛ لكن العربي قد يلحن في العربية، كما أن الفارسي قل يلحن كثيرا في الفارسية؛ والذي يؤيد هذا الاحتمال: أن الأدباء لحنوا أكابو شعراء الجاهلية: كامرئ القيس، وطرفة، ولبيد، وإذا كانوا معترفين بأنهم قد لحنوا، فكيف يجوز التعويل في تصحيح الألفاظ وإعرابها علي قولهم؟
ذكر القاضي أبو الحسن علي بن عبدالعزيز الجرجاني في الكتاب الذي صنفه في (الوساطة بين المتنبي وخصومه): أن امرأ القيس أخطأ في قوله [السريع]:
(ياراكلا بلغ إخواننا ... من كان كندة أوائل)
فنصب بلغ
وفي قوله [السريع]:
(فاليوم أشرب غير مستعقب إثما من الله ولا واغل)
وقوله [المتقارب]:
(لها متنتان خظاتا كما ... أكب على ساعدين النمر)
فأسقط النون من (خظاتا) بغير إضافة
وقول لبيد [آلكامل]:
تراك أمكنة إذا لم إضها ... أو يرتبط بعض النفوس حمامها)