للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المرأة سلاح ذو حدين]

اعلموا أيها الناس: أن أعداء الإسلام علموا أن المرأة سبب فلاح الأمة الإسلامية، ومصدرٌ من مصادر نجاحها.

ويعلمون أن عز الأمة عند المرأة المسلمة، ويعلمون كذلك أن المرأة المسلمة مصدر من مصادر الفتن والهتك والتدمير، فإن المرأة سلاحٌ ذو حدين، ولقد علم أعداء الإسلام ذلك، ولقد قالها أحد أقطاب المستعمرين يوم أن قال: كأس وغانية يفعلان في الأمة المحمدية ما لا يمكن أن يفعله ألف مدفع.

فأغرقوا الأمة في الشهوات والملذات، هكذا أفلح أعداء ديننا، وهكذا خطط أعداء إسلامنا، علموا علم اليقين أن المرأة سلاحٌ ذو حدين، فهي مصدر عزة للأمة، ومصدر هتك وهدمٍ وتدمير، فهي سلاحٌ ذو حدين، ومن هذا المنطلق كان للمرأة النصيب الأكبر، والحظ الأوفر من المؤامرات والمخططات والمدبرات والتدبيرات التي دبرت لإسلامنا، والتي دبرت لأمتنا ولديننا، فانتبهوا جيداً.

علموا علم اليقين أن المرأة إن التزمت بما قال لها ربها، وبما قال لها نبيها صلى الله عليه وسلم فهي مصدر الرعب والإذلال.

لقد ظلت المرأة المسلمة طيلة القرون الماضية تهز المهد بيمينها، وتزلزل عروش الكفر بشمالها، فعز على أعداء ديننا أن تعود المرأة في أيامنا وفي بلادنا وزماننا، فتنجب عمراً كـ عمر بن الخطاب، أو تنجب خالداً كـ خالد بن الوليد؟ أو صلاحاً كـ صلاح الدين؟ فراحوا يدبرون ويخططون، ووالله الذي لا إله غيره ما ترك الاستعمار بلادنا وما سحب الاستعمار جيوشهم من بلادنا ومن أرضنا إلا بعد أن اطمأنوا اطمئناناً كاملاً أنهم قد خلفوا لهم جيشاً جديداً أحرص على أهدافهم منهم عليها.

إي والله! ما ترك الاستعمار بلادنا، وما رفع الاستعمار يديه عن أرضنا إلا بعد أن اطمأن اطمئناناً كاملاً أنه قد ترك في بلادنا جيشاً جديداً من قادة الفكر، وقادة الأدب والفن، هؤلاء الذين سماهم الاستعمار -زوراً وبهتاناً لإضلال المسلمين- وأطلق عليهم صفات المحررين، وصفات المطورين، والمجددين، هذه الدعاوى الباطلة، وهذه الدعاوى الكاذبة.