للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[لا تيأسوا من روح الله]

إخوتي الكرام! لا تيأسوا من روح الله! هل تظنون أن الكون كله ملك لعباد الدولار من الأمريكان؟! إن الكون كله ملك لله، يتصرف فيه كيف شاء: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران:٢٦]، فوالله الذي لا إله غيره ستسقط الحشرات الأمريكية كما سقطت الحشرات الماركسية الشيوعية، فتلك سنة ربانية لا تتبدل ولا تتغير، وكما أن الله سبحانه قد جعل الابتلاء للمؤمنين سنة جارية، فإنه قد جعل أخذ الظالمين سنة جارية.

أين الظالمون وأين التابعون لهم في الغي بل أين فرعون وهامان أين من دوخوا الدنيا بسطوتهم وذكرهم في الورى ظلم وطغيان هل أبقى الموت ذا عز لعزته أو هل نجا منه بالسلطان إنسان لا والذي خلق الأكوان من عدم الكل يفنى فلا إنس ولا جان أين فرعون؟ أين هامان؟ أين قارون؟ أين الطواغيت؟ أين الجبابرة؟ أهلكهم الله الحي الذي لا يموت، وبقي الإسلام شامخاً، وسيبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فأرجو أن لا تعصف رياح القنوط واليأس بقلوبنا، وأرجو أن نتعلم اليقين من هذا البدوي البسيط الذي يعيش في أرض الجزيرة في بلاد القصيم، يوم أن خرجت الطائرات لأول مرة فذهب أحدهم ليقول له: ادع الله فإن بريطانيا ستضرب بلاد المسلمين بالطائرات، قال: (شو يا خوي) الطائرات هذه؟! قال: والله الطائرات هذه أجسام ضخمة تطير في السماء، وتقذف الناس بالقنابل المحرقة؛ فتحرق المزارع، وتدمر المصانع والبيوت، وتهلك البشر، فقال لهذا الرجل المؤمن البسيط قولة عجيبة قال: (يا خوي الطائرات هذه فوق ربنا أم ربنا أعلى منها)؟ قال: بل الله أعلى وأجل، قال: إذاً: لا تخف، فإن الله سبحانه وتعالى يتصرف في ملكه كيف شاء.

هذا هو اليقين الذي نحتاجه الآن، وبكل أسف تضع الأمة الخطة الخمسية والسنوية والشهرية، وما وضعت أبداً ضمن خطة واحدة قوة وعظمة رب البرية مالك الملك.

لقد أصاب الله أمريكا في الأيام الماضية بإعصار يسمونه بإعصار (جرش) قتل ما يقرب من الثلاثمائة، وشرد ما يزيد على مليون ونصف أمريكي وأمريكية: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} [المدثر:٣١] {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ * وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ} [إبراهيم:٤٢ - ٤٤] معنا رصيد فطرة الإنسانية، وقبل وبعد كل ذلك معنا الله، ويا لها والله من معية لو عرفت الأمة قدرها! قال جل في علاه: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [يوسف:٢١].