المعركة الرابعة التي سيخوض المهدي غمارها مع كتائب المسلمين والموحدين هي: فتح القسطنطينية، وقد أخبر النبي الصادق صلى الله عليه وآله وسلم بأن القسطنطينية ستفتح بقيادة المهدي عليه السلام، ولكن ستعجبون إذا علمتم أن القسطنطينية لن تفتح بسيف ولا برمح، ولا بخيول، وإنما ستفتح بلفظة:(لا إله إلا الله) و (الله أكبر)، هكذا قال الصادق، روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل أصحابه: (سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟) والنبي صلى الله عليه وسلم ما رآها، ولكنه يصفها وصفاً كأنه رآها، فيقول لأصحابه:(سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟ قالوا: نعم، يا رسول الله! سمعنا بها، فقال عليه الصلاة والسلام: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق، فإذا جاءوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله، والله أكبر، فيسقط أحد جانبيها الذي في البحر، ثم يقولون في الثانية: لا إله إلا الله، والله أكبر، فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولون الثالثة: لا إله إلا الله، والله أكبر، فيفرج لهم، فيدخلوها فيغنموا، فبينما هم يقتسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ، فقال: إن الدجال قد خرج، فيتركون كل شيء ويرجعون) أي: إلى ملاقاة الدجال، وهكذا تفتح القسطنطينية بلا قتال وبلا سلاح ولا سهام.
وهذه هي المعركة الرابعة التي سيخوض المهدي غمارها مع المسلمين.