[أمانة أطوق بها الأعناق]
وأخيراً أيها الأحبة! فهذه أمانة أطوق بها الأعناق أطوق بها الأعناق، أطوق بها أعناق حكامنا أطوق بها أعناق علمائنا أطوق بها أعناق المسلمين والمسلمات في كل مكان أن يظهر حكامنا هذا الإسلام وحقيقته بعدم محاربته بعدم الصد عن سبيل الله، وأن يعلنوا للعالم كله -إذ إن القضية في أيديهم في المقام الأول- حقيقة الإسلام، وأنا أتألم أشد الألم حينما أرى حكام المسلمين في كل مؤتمر من المؤتمرات، بمناسبة وبدون مناسبة، لا يتكلمون إلا عن التطرف والإرهاب.
إذاً: ستوصمون أنتم أمام الغربيين بذلك، فدعوكم من هذه النغمة الممجوجة، وبينوا للعالم كله حقيقة الإسلام، وعظمة الإسلام، وعدالة الإسلام، ورحمة الإسلام، وإن وقع من بعض المسلمين بعض الأخطاء فلا ينبغي أبداً أن نركز المجاهر المكبرة على هذه الأخطاء؛ لنعلق على هذه الشماعة الظلم السياسي، والظلم الاجتماعي، والاستبداد الأخلاقي، والفساد الطبقي: {تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} [النجم:٢٢].
سبحان الله! هذه الأفعال تمارس في كل ساعة على خشبة المسرح العالمي، فأين أنتم من التطرف اليهودي في فلسطين؟!! أين أنتم من التطرف الصربي في البوسنة؟!! أين أنتم من التطرف الوثني الشيوعي في الشيشان؟! أين أنتم من التطرف الوثني البقري في كشمير؟!! أين أنتم من التطرف في طاجكستان في الصومال في كل مكان؟! لا ينبغي أن تركز المجاهر المكبرة على بعض الأخطاء التي قد يقع فيها بعض الشباب، وإنما ينبغي أن نفتح صدورنا لهؤلاء الشباب، وأن يفسح المجال للعلماء المخلصين والدعاة الصادقين ليبينوا الحق لهؤلاء الشباب وليأخذوا بأيديهم إلى ما جاء به الإسلام من عظمة وخلق وعدل ورحمة.
هذه أمانة أطوق بها أعناق العلماء: يا علماء الأمة! أنتم مشاعل الهداية، إننا في وقت لا وقت فيه ولا مجال فيه للنفاق ولا للتملق ولا للمداهنة، ولو دامت الكراسي لأحد ما وصلت إليكم.
إن الكراسي زائلة، وإن المناصب فانية، وإن أعظم خدمة الآن تقدمونها لدين الله أن تصدقوا الحكام النصيحة، وأن تبذلوا النصيحة الصادقة بأدب.
نعم بأدب، فنحن لا نخرج عن قواعد الأدب، بل بأدب وبإجلال وبتواضع واحترام، فلا ينبغي أن تجترنا عنتريتنا على المنابر أو هنا أو هناك لنسفه هذا أو ذاك، لا أبداً، إنما أقول: نبذل النصيحة -أيها العلماء- لهؤلاء الحكام بأدب وإخلاص وبصدق، فإن الوقت لا مجال فيه ألبتة للتملق ولا للمداراة ولا للمداهنة.
وأنتم أيها المسلمون! اشهدوا لهذا الإسلام بسلوككم بأخلاقكم بأعمالكم كفانا خطباً، إن الإسلام لن نعيده للأرض بالخطب الرنانة، ولا بالمواعظ المؤثرة، إنما أنت أيها المسلم، وأنت أيتها المسلمة، حولوا الإسلام إلى الواقع، انقلوا الإسلام من المساجد إلى كل مناهج ومناخ الحياة، فلير العالم كله كيف أن المسلمين قد ارتقوا بإسلامهم، إذ إن العالم يحكم الآن على الإسلام من خلال واقعكم أنتم أيها المسلمون، فليشهد الطبيب لإسلامه، وليشهد المهندس لإسلامه، وليشهد العالم لإسلامه، وليشهد الموظف لإسلامه، وليشهد المدرس لإسلامه، ولتشهد المرأة لإسلامها، لابد أن نحول الإسلام في حياتنا كلها إلى منهج حياة وإلى واقع يتحرك في دنيا الناس.
اللهم رد الأمة إليك رداً جميلاً اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، وأعل بفضلك كلمة الحق والدين اللهم أقر أعيننا بنصرة التوحيد والموحدين اللهم احمل المسلمين الحفاة، واكس المسلمين العراة، وأطعم المسلمين الجياع.
اللهم لا تدع لأحد منا في هذا الجمع المبارك ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا ديناً إلا أديته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا عاصياً إلا هديته، ولا طائعاً إلا ثبته، ولا حاجة هي لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا قضيتها ويسرتها يا رب العالمين! اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً ولا تجعل فينا ولا منا ولا معنا شقياً ولا محروماً.
اللهم اهدنا واهد بنا، واجعلنا سبباً لمن اهتدى اللهم اهدنا واهد بنا، واجعلنا سبباً لمن اهتدى! اللهم ألف بين قلوبنا، ووحد بين صفوفنا! اللهم إنا نسألك النصرة والعزة والتمكين لإخواننا اللهم انصر المجاهدين في كل مكان اللهم انصر المجاهدين في كل مكان اللهم انصر المجاهدين في كل مكان اللهم شتت شمل الصرب يا قوي يا متين! اللهم سلط الكروات على الصرب، وسلط الصرب على الكروات، وأخرج أهل البوسنة والمسلمين من بينهم سالمين غانمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نشكو إليك خيانة الخائنين اللهم إنا نشكو إليك خيانة الخائنين وإجرام المنافقين المجرمين.
اللهم ارفع مقتك وغضبك عن الأمة يا أرحم الراحمين! اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، لا إله لنا سواك فندعوه، ولا رب لنا غيرك فنرجوه يا منقذ الغرقى! ويا منجي الهلكى! ويا سامع كل نجوى! يا عظيم الإحسان! ويا دائم المعروف! يا غياث المستغيثين! ويا مفرج الكرب عن المكروبين! ويا كاشف الهم عن المهمومين! فرج الكرب عن أمة سيد النبيين.
اللهم فرج كرب أمة سيد النبيين اللهم فرج كرب أمة سيد النبيين، وردها إلى الحق رداً جميلاً يا أرحم الراحمين! اللهم ارفع عن مصر الغلاء والوباء والبلاء! اللهم لا تحرم مصر من التوحيد والموحدين برحمتك يا أرحم الراحمين! أيها الأحبة! هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطأ أو لحن أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء، وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.