الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد: أيها الأحبة الكرام! رسالة أخيرة إلى أشر القتلة! إلى من يقتلون الوقت قتلاً إلى من يقتلون العمر قتلاً إلى من يضيعون الحياة تضييعاً.
يا من تضيع الوقت! أنت تضيع عمرك، وتضيع حياتك، وتنتحر انتحاراً بطيئاً وأنت لا تدري، بل ولا يذكرك أحد بهذه الجريمة الشنعاء التي ترتكبها في حق نفسك.
تسأل الكثيرين الآن: لماذا تفعل كذا؟ يقول: أضيع الوقت!! بل -ورب الكعبة- رأيت بعيني على جبل عرفات في يوم عرفة ناساً بلباس الإحرام قد جلسوا على (الشيشة)! ورأيت بعضهم يجلس على السّلَّم والثعبان! ورأيت بعضهم يلعب (الكوتشينة)؛فتعجبت! واقتربت منهم، وقلت لأحدهم: يا أخي! اتق الله، أنت بلباس الإحرام في يوم عرفة، جئت لتتطهر من كل ذنب، ولترفع إلى الملك أكف الضراعة، وأراكم على هذا اللهو والعبث!! والله لقد رد عليّ جلهم، وقالوا: يا شيخ! اليوم طويل، ونحن نُضيِّع وقتنا! أتضيع وقت عرفات؟! أتضيع وقت الطاعات؟! أتضيع وقتاً يتنزَّل فيه رب الأرض والسماوات؛ ليباهي الملائكة بعباده الذين ذهبوا إليه شعثاً غبراً يطلبون رضوانه ومغفرته؟! أيها القاتل لوقتك، بل لعمرك، بل لحياتك!! والله الذي لا إله غيره ستندم يوم لا ينفع الندم، وستأتي عليك ساعة ستعرف فيها قدر الساعة، وسيأتي عليك زمن تعرف فيه قدر الزمن، وسيأتي عليك وقت تعرف فيه قدر الوقت!!