أولاً: بل هم الخنازير: آه يا مسلمون متم قروناً والمحاق الأعمى يليه محاق أي شيء في عالم الغاب نحن آدميون أم نعاج نساق نحن لحم للوحش والطير منا الجثث الحمر والدم الدفاق وعلى المحصنات تبكي البواكي يا لعرض الإسلام كيف يراق قد هوينا لما هوت وأعدوا وأعدوا من الردى ترياق واقتلعنا الإيمان فاسودت الدنيا علينا واسودت الأعماق وإذا الجذر مات في باطن الأر ض تموت الأغصان والأوراق آه يا مسلمون في زمن الردة والبهتان، والكل مهان وجبان! يتطاول الكلاب الحمير إخوان القردة والخنازير على البشير النذير، على النبي الكريم، على إمام الأنبياء، وقائد الأصفياء، وسيد الأتقياء، وحبيب رب الأرض والسماء.
لم نر للأمة حتى في مؤتمر صحفي بارد كبرود الثلج موقفاً جاداً ولو بكلمات بائسة تلوكها ألسنة زعماء العرب، أو دخاناً يطير في الهواء، لتعبر الأمة أمام العالم الغربي العميل وأمام الدنيا عن غضبها لنبيها الكريم، لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ماذا تنتظر الأمة بعد هذا الذل؟! لم يكتف اليهود باحتلال الأرض، لم يكتف اليهود بتدنيس الأرض، لم يكتف اليهود بالتخطيط لتدمير الأقصى، بل جاءوا في المرحلة الأخيرة ليجسوا نبض المسلمين، فإن أعظم ما يجب أن يعتز به مسلم هو دين الله، هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن اليهود قد اطمأنوا طمأنينة كاملة إلى أن المسلمين قد كفنوا وماتوا، ودفنوا منذ أمد بعيد! فهم يجسون نبض المسلمين بالإهانة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كبروفة عملية قبل هدم الأقصى، كما قال أكبر حاخامات اليهود:(اهدموا الأقصى، واعلموا أن المسلمين سيغضبون في أول الأمر، ثم بعد ذلك سرعان ما يتناسون هذه القضية)، فهم يعلمون نفسيات الأمة، ويعلمون ذل الأمة، ويعلمون ضعف الأمة، ويعلمون أن الأمة الآن لا تعيش إلا للعروش والكروش والفروش ولا حول ولا قوة إلى بالله! ماذا بعد هذا الذل؟! ماذا بعد هذا الهوان؟! أن يتطاول الكلاب الخنازير على البشير النذير، ويصورونه على صورة خنزير، يطأ بقدميه قرآن الملك القدير، آه حال أمتنا حال عجيبه وهي لعمر الله بائسة كئيبه يجتاحها الطوفان طوفان المؤامرة الرهيبه ويخطط المتآمرون كي يغرقوها في المصيبه وسيحفرون لأمتنا قبوراً ضمن خطتهم رهيبه قالوا السلام قلت يعود الأهل للأرض السليبه وسيلبس الأقصى غداً أثواباً قشيبه فإذا السلام هو التنازل عن القدس الحبيبه بئس سلامهم إذاً وبئست هذه الخطط المريبه فالمسجد الأقصى الجريح بالدماء له ضريبه ما هذا الذل والهوان؟ والله والله إن الحياة بعد إهانة رسول الله لرخيصة، والله إن الحياة بعد إهانة رسول الله لحقيرة، ماذا تنتظر الأمة بعد ذلك؟! والله لو دخل اليهود لطحنوا الجميع، والله لن يستقر الكرسي تحت أحد إذا ما دخل اليهود الأرض، وهم الآن يلوحون بالحرب، بل لقد قال نتنياهو في اليابان في الأسبوع الماضي بالحرف الواحد: لقد قبل عرفات قبلة الموت لمحادثات السلام! لقد قبل عرفات قبلة الموت لمحادثات السلام! هم يلوحون الآن بشن حرب على سوريا، بل ويشنون الحرب الآن على جنوب لبنان، على إخواننا المسلمين في لبنان على مرأى ومسمع من العالم الغربي الحقير العميل.
الأمة تنتظر بكل سذاجة أن الغرب سينصر قضيتها، غباء، بل قمة في الغباء، فإن الغرب يحمل نفس العقيدة، فالكفر ملة واحدة، يقول الله سبحانه:{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}[البقرة:١٢٠]، ولكن الأمة لا تصدق الله، وتصدق مجلس الأمن، وتصدق حلف الأطلسي، وتصدق هيئة الأمم التي وعدت الأمة منذ سنوات بأنها ستعيد لها أرضها المسلوبة، وستعيد لها مقدساتها، وستعيد لها عرضها، ولكن لا زالت الأمة تضرب بالنعال، وستظل الأمة تضرب بالنعال حتى تفيء إلى دين الكبير المتعال، وحتى تنصر دين سيد الرجال صلى الله عليه وآله وسلم.
والله إن القلب ليكاد ينخلع، والله إن حلقي ليجف، والله إن كلمات اللغة في كل قواميسها لتتوارى من بين يديَّ الآن خجلاً وحياءً، ماذا أقول؟! لقد مضى زمن التنظير، مضى زمن المحاضرات الرنانة، مضى زمن المحاضرات والخطب النارية المؤثرة، إن الأمة الآن لا يصلحها إلا الجهاد، إن اليهود الآن لن يتأدبوا إلا بالجهاد، لا تقلم أظفار اليهود إلا بالجهاد، لقد مضى زمن القلم، ومضى زمن الكلمة، وحان وقت الجهاد، حان وقت الجهاد في سبيل الله.
أسأل الله أن يرفع علمه، وأن يرد الأمة إلى الجهاد في سبيله رداً جميلاً، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وأسأل الله أن يرزقنا شهادة في سبيله إنه على كل شيء قدير.