للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[علامات اليقين]

فما هي علامات اليقين؟ النظر إلى الله في كل شيء، والرجوع إلى الله في كل أمر، والاستعانة بالله في كل حال.

أيها الفضلاء! إن اليقين ليس كلمة يرددها عالم أو داعية، إن اليقين دين كامل ومنهج حياة شامل، فما قيمة الدعوة إن لم تكن على يقين مطلق بالثقة في وعد الله، ووعد الصادق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! اليقين له علامات، علاماته: النظر إلى الله في كل شيء، بأن تراقب الله في سرك وعلنك: (احفظ الله يحفظ، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف).

قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة:٧]، النظر إلى الله في كل شيء، والرجوع إلى الله في كل أمر، فأنظر: هل قولي هذا يرضي الله؟! هل نظري هذا يرضي الله؟! هل مدخلي ومخرجي يرضي الله؟! هل سكوني وسكوتي يرضي الله؟! وهكذا يرجع المؤمن صاحب اليقين إلى الله في كل شيء، ويستعين بالله في كل حال، إذ لا حول ولا قوة إلا بالله الكبير المتعال.