[بناء صرح الأخلاق الإسلامية]
ثالثاً: من بنود هذا المنهج العملي الذي أراه من وجهة نظري القاصرة صالحاً للارتقاء بالأمة إلى مكانتها مرة أخرى: السعي الجاد لبناء صرح الأخلاق الإسلامية.
قد يقول بعض الأحبة الآن: إنك تناقض نفسك، بقولك: نريد الآن العلم، والتكنولوجيا، ونريد الرقي، ونريد الخبرة، ونريد رءوس المال.
وأنا أقر هذا ولا أنكره على الإطلاق، ولكنني أقول: إن كل هذه المقومات بدون بناء أخلاقي لن تفيدنا، بل ستحول بيننا وبين العلم الدنيوي والأخروي.
فيا أيها الموحد! ضم العالم كله إلى صدرك، وأسمعه خفقات قلبك الذي وحد الله جل وعلا هيا ضم العالم كله إلى صدرك وأسمعه خفقات قلبك الذي وحد الله جل وعلا وامتلأ بمعرفته.
هيا قم أيها الموحد! واسق الدنيا كأس الفطرة، لتروى بعد ظمأ، ولتحيا بعد موت، ولتهدى بعد ضلال.
قم أيها الموحد! قم يا حفيد صلاح الدين! تحرك بهذا الدين بدعوة الله، فإن أهل الباطل تحركوا على جميع المستويات لباطلهم، وما زال أهل الحق متفرقين.
يا أبناء الصحوة: كونوا على قدر هذه المسئولية، كونوا على قدر هذه المؤامرات الموتورة التي تكاد للأمة في الليل والنهار.
ألم تفكروا إلى الآن في حسم هذه المؤامرات؟! فلتتوحد الصفوف، ولتلتق القلوب، لا أقول تلتقي الجماعات في جماعة واحدة، فربما يكون هذا من ضرب الخيال، ولكن فلتلتق القلوب، وليحب بعضنا بعضاً، وليعذر بعضنا بعضاً، وليلتق الجميع على الحق، وإذا وجدت أخاك على خطأ فاقترب منه بحكمة ورحمة وقل له: يا حبيبي في الله! هذا خطأ.
إنك في حاجة إلى جهد أخيك، وأخوك في حاجة إلى جهدك! أيها الحبيب! فلتكن الرحمة شعارنا، ولتكن الحكمة منهجنا، ولتكن العدالة سبيلنا، فهيا لنتحرك لتلتقي القلوب على منهج الحق، فإننا الآن في أمس الحاجة إلى كل جهد مخلص صادق يبذل لدين الله جل وعلا.
أيها الشباب! أيها الأحباب! تحركوا بدين الله، تحركوا بدعوة الله! أخاطبك أيها المسلم، وأخاطبك أيتها المسلمة.
فإن الدعوة إلى الله مسئولية الجميع، وسنُسأل عنها بين يدي الله، وفي صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمرو أنه صلى الله عليه وسلم قال: (بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)