أسأل عن معصية تراودني فترة بعد فترة، فهل هذا نفاق، وما الحل للتخلص منها؟
الجواب
إن كانت المعصية تراودك بعد توبة صادقة فجدد توبة أخرى ولو وقعت في المعصية ألف مرة! واعلم بأن الله لا يمل حتى تملوا، قال الله تعالى:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[الزمر:٥٣].
وقال الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}[النساء:٤٨] وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة في حديث ثانٍ لـ عمر سأذكره الآن: أنه صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر الله لهم) واحذر أن تفهم هذا الحديث على أنه حث على المعصية، وإنما يفتح باب الرجاء لكل مذنب، فإن زلت قدمك في بؤرة معصية فعد إلى الله وأنت على يقين بأن الله سيغفر لك، واعلم بأن الله لا يمل حتى تملوا.
والمهم أن تقلع عن المعصية وأنت نادم، وأن تدخل في التوبة وأنت صادق، فإن عاودت المعصية فجدد التوبة مرة أخرى وأخرى وأخرى، فجدد لكل معصية توبة وأسأل الله أن يتوب علينا وعليكم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم لـ معاذ:(يا معاذ! اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن).