للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التطيب والتجمل]

خامساً: التطيب والتجمل: قد يظن بعض الأزواج أن الزينة والتطيب والتجمل واجب على الزوجة فقط، أما هو فلا يعنيه ذلك، وهذا وهم، بل ومعصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكم من بيوت فسدت ودمرت بسبب إهمال الرجل لرائحته لرائحة فمه لرائحة عرقه لرائحة ثيابه! وكم من شكاوى ورسائل من النساء بخصوص هذا! فما الذي يكلف الرجل إن أراد أن يقبل على امرأته أن يطيب فمه بالسواك أو بالفرشاة، وأن يضع قليلاً من العطر والطيب، فإن العطر من ألطف وسائل المخاطرة بين الرجل والمرأة، وهذا هدي صحابة النبي رضوان الله عليهم وصلى الله على أستاذهم ومعلمهم، فلقد كان الصحابة يحبون أن يتزينوا لزوجاتهم، كما يحب أحدهم أن تتزين له زوجته وامرأته.

كما روى ابن أبي حاتم وابن جرير بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما: (إني لأحب أن أتزين لامرأتي، كما أحب أن تتزين لي امرأتي)، ومهما كان الزوج قوياً فإن المرأة بلا نزاع تنفر نفوراً شديداً من رائحته الكريهة، وعرقه وعدم نظافته وتطيبه.

فمن مفاتيح قلب الزوجة أن يكون الزوج دائماً نظيفاً طيباً جميلاً، فإن الطيب كما ذكرت من ألطف وسائل المخاطرة وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد الطيب، ويكثر من وضع الطيب، كما في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد والنسائي من حديث أنس أنه صلى الله عليه وسلم قال: (حبب إلي من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة).