[عقيدة أهل السنة في عيسى عليه السلام]
فيا أيها الأحباب! تعالوا بنا لنطوف سوياً في روضة القرآن الكريم، ومع اللقاء الرابع عشر على التوالي مازلنا نطوف مع حضراتكم في بستان سورة مريم.
نكرر القول بين يدي كل لقاء من لقاءات تفسيرنا لسورة مريم ونقول أولاً: بأن عقيدتنا نحن الموحدون هي لا إله إلا الله، نقولها في كل زمان ومكان، نبتغي بها وجه ربنا ذي الجلال والإكرام ونقول: لا إله إلا الله، لا شريك له، ولا ند، ولا كفء، ولا شبيه، ولا ضد {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص:١ - ٤].
هذه هي عقيدتنا، وهذا هو توحيدنا، قالها لنا نبينا صلى الله عليه وسلم: (قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا) هكذا قال ابن عبد الله، فقلناها والحمد لله، ونسأل الله أن يتوفانا على لا إله إلا الله.
ثانياً: نبرئ عيسى عليه السلام مما نسبه إليه النصارى، ونقول: بأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم عليها السلام، ليس إلهاً، ولا ابناً للإله جل وعلا، وإنما هو عبد الله ورسوله، ونقول ما قاله الله جل وعلا: {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً} [البقرة:١١٦] هكذا قال النصارى {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ * بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [البقرة:١١٦ - ١١٧].
لا زوجة له، ولا نِد له، ولا ولد له، ولا كفء له، ولا شبيه له، {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص:١ - ٤].
ثالثاً: نهتف في كل لقاءٍ مع أستاذنا ومعلمنا الإمام ابن القيم ونقول لهؤلاء النصارى:
أعباد المسيح لنا سؤالٌ نريد جوابه ممن وعاهُ
إذا مات الإله بصنع قومٍ أماتوه فهل هذا إلهٌ
ويا عجباً لقبرٍ ضم رباً وأعجب منه بطنٌ قد حواهُ
أقام هناك تسعاً من شهور لدى الظلمات من حيضٍ غذاه
وشق الفرج مولوداً صغيراً ضعيفاً فاتحاً للثدي فاه
ويأكل ثم يشرب ثم يأتي بلازم ذاك هل هذا إله
تعالى الله عن إفك النصارى سيسأل كلهم عما افتراه