[جراجات المسلمين في ظل الحضارة العالمية الجديدة]
إخواني في الله: انظروا الآن إلى ما يجري على أرض البوسنة منذ أربع سنوات، لأبين لحضراتكم قيمة هذه الحضارة التي يتغنى بها أولئك وهؤلاء في كل مناسبة.
وبدون مناسبة، منذ أربع سنوات قُتِلَ إلى يومنا هذا على أرض البوسنة بمنتهى الوحشية والبربرية ما يزيد على نصف مليون.
في ظل حضارة الرجل الغربي اغتصاب جماعي منظم للنساء على أرض البوسنة على مرأى ومسمع من ابن الحضارة الغربية التي يتغنى بها في الليل والنهار!! صرخت المسلمة باسم الإنسانية صرخت في الضمير العالمي كله وقالت: أنا أيها الناس مسلمة طوى أحلامها الأوباش والفساق أخذوا صغيري وهو يرفع صوته أمي وفي نظراته إشفاق ولدي وتبلغني بقية صرخة مخنوقة ويقهقه الأفاق ويجرني وغدٌ إلى سردابه قهراً وتظلم حولي الآفاق ويئن في صدري العفاف ويشتكي طهري وتغمض جفنها الأخلاق أنا لا أريد طعامكم وشرابكم فدمي هنا يا مسلمون يراق عرضي يدنس أين شيمتكم أما فيكم أبِيٌٌّ قلبه خفاق أختاه أمتنا التي تدعينها صارت على درب الخضوع تساق أودت بها قومية مشئومة وسرى بها نحو الضياع رفاق إن كنت تنتظرينها فسينتهي نفق وتأتي بعده أنفاق فمدي إلى الرحمن كف تضرع فلسوف يرفع شأنك الخلاق لا تيأسي فأمام قدرة ربنا تتضاءل الأنساب والأعراق هذا ما يُفعل بالمرأة في ظل الحضارة الغربية!! هذا ما يفعل بالمرأة في ظل النظام العالمي الجديد!! هذا ما يفعل بالمرأة في ظل السلام العالمي الجديد!! هذا ما يفعل بالمرأة على مرأى ومسمع من ابن الحضارة التي يتغنى بحضارته الخاوية الكافرة في الليل والنهار!! حتى الأطفال شهدوا -في ظل حضارة الغربيين- ما لا يمكن لمخلوق على ظهر الأرض أن يجسده، كما ذكرت في خطبة (البوسنة بين الملحمة الصربية والعمرية) أن الأطفال لم يسلموا في ظل حضارة العبيد التي يمتطي جوادها الآن الرجل الغربي اللعين الملعون.
حتى الطفل يستخدم الآن على أرض البوسنة كدرع بشري، بمعنى أن يفخخ الأطفال بالألغام، وينادي الصرب الكفرة الفجرة أنهم قد أفرجوا عن مجموعة كبيرة من أطفال المسلمين، فإذا ما وصل الأطفال إلى قواعد البوسنة المسلمة، وخرج القادة وخرج الأهل لاستقبال أطفالهم وأبنائهم، يقوم الصرب عن طريق أجهزة التحكم من بُعد -التي تعرف بالريموت كنترول- بتفجير الألغام التي وضعوها في هؤلاء الأطفال المساكين، فيقتل الأطفال ويقتل كل من خرج لاستقبالهم! في ظل حضارة الغربي اللعين الفاجر الملعون المرأة لم تسلم الشيخ الكبير لم يسلم الطفل الرضيع والصغير لم يسلم، بل قد كانوا يأتون بالأم وينتزعون ولدها الرضيع من صدرها، بل ووالله قد نشرت وكالات الأنباء بالصور أنهم كانوا يبقرون البطون ويخرجون الأجنة من بطون أمهاتهم! ينتزع الطفل من صدر أمه، وتقيد الأم بالأغلال، ويوضع الطفل على النار ليشوى والأم تنظر، فإذا ما انتهى هؤلاء الفجرة من شَيِّهِ أُجبرت الأم تحت تهديد الرصاص أن تأكل من لحم طفلها المشوي.
في ظل الحضارة الغربية فعل هذا بالأطفال، وقتلوا أربعين ألف طفل، وشردوا مائة ألف طفل إلى مخيمات اللاجئين الكنسية في زغرب في مقدونيا، وفي ألبانيا، وأوروبا كلها.
أخي! فكر الآن في طفلك، فكر في ولدك لتشعر بما أقول.
أطفالنا ناموا على أحلامهم وعلى لهيب القاذفات أفاقوا يباع الطفل المسلم الآن في أوروبا بمائة دولار فقط.
تشهد أوروبا الآن أبشع تجارة رقيق للأطفال في التاريخ كله، بل يستخدم الطفل الآن كفأر تجارب في معامل قلعة الكفر أمريكا وإنجلترا وهولندا في هذه الدول التي تتغنى بالحضارة المكذوبة الكافرة الفاجرة يستخدم الطفل كفأر تجارب! أطفالنا ناموا على أحلامهم وعلى لهيب القاذفات أفاقوا أطفالنا بيعوا وأوروبا التي تشري ففيها راجت الأسواق أين النظام العالمي أما له أثر ألم تنعق به الأبواق أين السلام العالمي لقد بدا كذب السلام وزاغت الأحداق يا مجلس الأمن! بل يا مجلس الرعب يا مجلس الخوف الذي في ظله كسر الأمان وضيع الميثاق أو ما يحركك الذي يجرى لنا أو ما يثيرك جرحنا الدفاق يعفى عن الصرب الذين تجبروا ويفرد بالعقاب عراق وحشية يقف الخيال أمامها متضائلاً وتمجها الأذواق إنها ورب الكعبة حضارة العبيد بكل المقاييس!! أين هذه الحضارة التي يفعل الإنسان في ظلها بأخيه الإنسان ما تستحي الوحوش الضارية أن تفعله ببعضها البعض في عالم الغابات؟! هل نسيتم ما فعله ابن هذه الحضارة بقنبلته النووية في هيروشيما وناجازاكي؟ هل نسيتم ما يفعله ابن هذه الحضارة في قلعة الكفر أمريكا بالزنوج السود؟! وليست أحداث لوس أنجلوس من أحد ببعيد.
هل نسيتم ما يفعله ابن هذه الحضارة في كل مكان بأخيه الإنسان؟! من أجل ماذا؟ من أجل التطهير العرقي! من أجل ماذا؟! من أجل اللون!! من أجل العقيدة! من أجل الدين!! هذا ما يفعله الإنسان الآن بأخيه الإنسان في ظل قيادة الرجل الغربي!! إنها -يا إخوة! - حضارة العبيد، ولا أريد أن أتوقف طويلاً مع هذا العنصر فإن الجراح دامية، ولكن تعال معي لنبين لهؤلاء الذين يخشون الإسلام، ويخافونه، بل ويستحي أحدهم أن يعلن أنه مسلم، أو أن يذكر في مؤتمر من المؤتمرات لفظة إسلام أو آية قرآن، أو حديثاً عن النبي عليه الصلاة والسلام، وكأن الإسلام ليس إلا دين التطرف والإرهاب، بل إني والله أعجب حينما تحدث مصيبة في أي موقع أو أي مكان فإذا بها تنسب إلى الإسلام والمسلمين والمتطرفين والإرهابيين.
كنت أتوقع يوم أن حدثت أحداث لوس أنجلوس في أمريكا أن يقولوا بأن الذي فجر هذه الأحداث هم الإرهابيون والمتطرفون!! كنت أتوقع يوم أن وقع الزلزال في مصر أن يقولوا بأن الذي أحدث الزلزال هم الإسلاميون والإرهابيون والمتطرفون! وكنت أتوقع إذا حدثت أي مصيبة -ولا زلت- أن تلصق المصيبة والتهمة بالإسلام بالإرهابيين بالمتطرفين!! وإذا أردت أن تتحقق من صدق ذلك -فإني لست مبالغاً ولا مهولاً- ما عليك الليلة إلا أن تجلس أمام مسلسل فاجر من المسلسلات التي يعزف على وترها إعلامنا الوقور الحيي الذي يحارب التطرف والإرهاب لترى السخرية لا بالمتطرف والمتطرفين ولا بالإرهاب والإرهابيين، إنما بسنة سيد النبيين، وأنتم جميعاً تشاهدون وتسمعون وتقرءون!! إنه الواقع المر الأليم!! والله لو علمتم عظمة الإسلام وحقيقته وعدالته؛ لمنحتم الدعاة الصادقين الجوائز والمكافئات لينطلقوا وليعلموا الناس جميعاً في الشرق والغرب -بعد بلاد المسلمين- حقيقة هذا الإسلام.