روى البخاري ومسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:(كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع، فكنا إذا وجدنا شجرة ظليلة تركناها للنبي صلى الله عليه وسلم، فنام النبي صلى الله عليه وسلم تحت شجرة وعلق سيفه بغصن من أغصانها، فجاء رجل مشرك فوجد النبي صلى الله عليه وسلم نائماً، ووجد سيفه معلقاً، فأخذ المشرك السيف ورفعه على وجه النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم، وقال: من يمنعك مني الآن يا محمد؟! فنظر إليه سيد المتوكلين وقال: الله! فسقط السيف من يد المشرك، فأخذ المصطفى السيف ورفعه على المشرك وقال: فمن يمنعك مني الآن؟ فقال المشرك: كن خير آخذ يا محمد! -يعني: يمنعني خلقك وحلمك- فقال المصطفى: لا، حتى تؤمن بالله ورسوله، فقال المشرك: لا، إلا أني أعاهدك ألا أقاتلك، أو أكون مع قوم يقاتلونك، فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم وخلى سبيله، فانطلق المشرك إلى قومه ليقول: يا قوم! والله لقد جئتكم من عند خير الناس).
وروى البخاري من حديث ابن عباس قال:((حسبنا الله ونعم الوكيل) قالها إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قال له الناس:{إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}[آل عمران:١٧٣ - ١٧٤]).