خامساً: من بين البشائر المختلفة التي تبشر بنصرة دين الله جل وعلا: إفلاس جميع الأنظمة البشرية، وها نحن نسمع الآن الصرخات المدوية التي تعلن بسوء مصير هذه البشرية أمام هذا التقدم المادي الذي ما ترك شيئاً إلا واخترعه لإبادة هؤلاء البشر، صرخات من هنا ومن هناك، تنادي على منقذ، ولا شك أن المنقذ هو الإسلام، لماذا؟ أولاً: لأن الإسلام هو دين الفطرة، وهو دين البشرية جمعاء الذي ارتضاه الله جل وعلا لجميع البشر ديناً.
ثانياً: ما نراه من صحوة إسلامية عارمة في كل جميع أنحاء العالم الإسلامي، وما نراه من عودة صادقة من المسلمين إلى الله جل وعلا، وإلى دين الله عز وجل، وإذا أردت أن تتحقق من ذلك، فبنظرة عابرة على أي مسجد من مساجد المسلمين لترى كتائب الشباب المسلم وقد عمرت بيوت الله جل وعلا، منذ ثلاثين سنة فقط أتحدى أن يقول لي أحد الناس: إنه كان يرى هذه الجموع المؤمنة من كتائب الشباب المسلم في أي بيت من بيوت الله عز وجل، حتى ولو في بيت الله الحرام، أو في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه بشارة تطمئن وتشرح الصدور، وهذا من فضل الله جل وعلا.
وبدأ المسلمون يعودن إلى دين الله عز وجل، ويعلمون أنهم خدعوا طيلة السنوات الماضية، ربما خدعهم أبناء المسلمين ممن فُرقوا في مدارس الاستعمار، ومدارس أعداء الدين، الذين لقبوا بأنصاف المحررين والمجددين والمطورين، وعادوا إلينا لينفثوا سموم فكرهم وعقيدتهم التي تربوا عليها في مدارس الاستعمار، لقد فَهِم المسلمون ذلك والحمد لله، وذلك بفضل الله جل وعلا، ثم بفضل العلماء المخلصين والدعاة الصادقين، فَهِم المسلمون ما يخطط لهم، وما يراد بهم، وهذا من فضل الله جل وعلا.
وبشارة ثالثة: أننا نرى والحمد لله غير المسلمين يدخلون في الإسلام على الرغم من أن الدعوة التي تبذل لدعوة هؤلاء لا تذكر، ولكنه دين الفطرة، فمعنا الفطرة -أيها الأحباب- معنا رصيد فطرة الإنسان، ومعنا رصيد فطرة الكون، ومعنا دين الحق الذي لأجله قامت السماوات والأرض، وأنزل الله لأجله الكتب، وأرسل الله لأجله الرسل، وقبل كل ذلك وبعد كل ذلك معنا الله، ويا لها من معية:{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}[يوسف:٢١].