العلاج لهذا المرض العضال، وأول جرعة معرفة الداء، لا ينبغي أن نرفع رءوسنا وأن نشمخ بأنوفنا لننكر أن الأمة قد هزمت، بل إن الاعتراف بالواقع وتشخيص الداء نصف الدواء.
ثانياً: العودة الجادة إلى كتاب الله والسنة الصحيحة لرسول الله، وتربية أبناء الأمة على العقيدة بشمولها وكمالها.
يعني: كفاية هذا العنصر لو تحول إلى واقع يكفي.
فالحرب الآن -يا إخوة- حرب اعتقاد، أقول دائماً: ليس الصراع بيننا وبين اليهود صراع حدود لكنه صراع عقيدةٍ ووجود، الحرب في إسرائيل حرب عقدية، الحرب في البوسنة حرب عقدية، الحرب في الشيشان حرب عقدية، الحرب في الفلبين حرب عقدية، الحرب في طاجكستان حرب عقدية، الحرب في مورو حرب عقدية، هي العقيدة، هي الأصل، تربية أبناء الأمة على العقيدة الصحيحة بشمولها وكمالها، وإحياء روح الجهاد.
يا أخي! أخرج من بيتك ولداً لله ربه على الجهاد، اغرس في نفسه وقلبه روح الجهاد، أخبره بسير المجاهدين والأبطال الفاتحين، ربِ ولدك على هذه السيرة بعزة واستعلاء، ربه على التخلص من الوهن الذي حذر منه الأمة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخيراً: الثقة في الله عزوجل، وفي أن الله ناصر دينه، مهما علا الباطل وانتفخ وكأنه غالب وانزوى الحق وضعف كأنه مغلوب فإن الجولة في النهاية للحق، وعد الله عزوجل، قال تعالى:{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}[الصافات:١٧١ - ١٧٣] وقال تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً}[الإسراء:٨١]، وقال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}[الأنفال:٣٦]، وقال تعالى:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً}[النور:٥٥] وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}[التوبة:٣٣] وقال تعالى: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}[الروم:٤٧].
ولا أريد أن أطيل بذكر بعض الأحاديث، ففي هذا كفاية، والله أسأل أن يجعلنا وإياكم جميعاً ممن يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ، أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ.
وسامحوني على هذه الإطالة الطويلة، وأرى أني لست أهلاً للإجابة بين يدي الشيخ فأدع الإجابة له إن شاء الله تعالى إن رغب الآن وإلا ففي محاضرة له مقبلة، وجزاكم الله خيراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.