[ما أعده الله لأهل الاستقامة في الجنة]
في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فلو ذهبت إلى رجل من أهل الكرم والفضل، وأعد لك نزلاً -أي: ضيافة- فيعدها لك على قدر كرمه هو.
إن أهداك رجل من أهل الدنيا هدية فسيهديها لك على قدر كرمه هو، وأرجو أن تتصور معي -أيها الصائم القائم الموحد لله- نزلاً يعده لنا ملك الملوك جل جلاله.
إذا أردت أن تقف على شيء من هذا النزل فقس على منزلة أقل رجل في الجنة، وأرجو أن تتصور أنت بعد ذلك منزلة السابقين الأولين، منزلة أصحاب الدرجات العالية، ففي صحيح مسلم من حديث المغيرة بن شعبة أن الحبيب صلى الله عليه وسلم قال: (سأل موسى بن عمران ربه عز وجل عن أدنى أهل الجنة منزلة، ذاك رجل يجيء فيقول الله له: ادخل الجنة، فينطلق، ثم يرجع الرجل إلى الله مرة ثانية ويقول: يا رب! لقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم، وفي لفظ يقول: يا رب! وجدتها ملأى، ليس لي مكان في الجنة: فيقول الرب سبحانه: أترضى أن يكون ملكك في الجنة كملك ملك من ملوك الدنيا؟) هل تعلمون ملك الملوك؟ فيقول: رضيت يا رب، فيقول الرب سبحانه: لك ذلك، لك في الجنة مُلك مَلك من ملوك الدنيا).
لكن قلت لحضراتكم: بأن الكريم يعطي على قدر كرمه، وبأن الرحيم يعطي على قدر فضله، فيقول الكريم سبحانه: (لك ذلك ومثله -يعني: ضعفه- لك ذلك ومثله، ومثله، ومثله، ومثله، ومثله، فيقول العبد في المرة الخامسة: رضيت يا رب رضيت يا رب، فيقول الرب: لك ذلك وعشرة أمثاله معه، ولك ما اشتهت نفسك.
قال موسى بن عمران: يا رب! هذا أدنى أهل الجنة منزلة، فما أعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردت، غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها، فلم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر).
أبت نفسي تتوب فما احتيالي إذا برز العباد لذي الجلال وقد نصب الصراط لكي يجوزوا فمنهم من يكب على الشمال ومنهم من يسير لدار عدن تلقاه العرائس بالغوالي يقول له المهيمن يا وليي غفرت لك الذنوب فلا تبالي اللهم اغفر لنا الذنوب، واستر لنا العيوب، وفرج لنا الكروب! اللهم لا تدع لأحد منا في آخر يوم من أيام رمضان ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا عاصياً بيننا إلا هديته، ولا طائعاً معنا إلا زدته وثبته، ولا حاجة هي لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا رب العالمين! يا رب! اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل فينا ولا منا شقياً ولا محروماً! اللهم اهدنا واهد بنا، واجعلنا سبباً لمن اهتدى، اللهم اهدنا واهد بنا، واجعلنا سبباً لمن اهتدى، اللهم اهدنا واهد بنا، واجعلنا سبباً لمن اهتدى! يا رب! لا تخرجنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور، وسعي مشكور، وتجارة لن تبور، برحمتك يا عزيز يا غفور! اللهم لا تخرجنا من هذا المسجد في آخر جمعة من رمضان إلا وقد غفرت لنا أجمعين مهما كانت الذنوب وكثرت العيوب، برحمتك يا ستار العيوب! يا علاّم الغيوب! يا غفار الذنوب! لا إله لنا سواك فندعوه، لا إله لنا سواك فندعوه، ولا رب لنا غيرك فنرجوه، يا من إليه يلجأ الخائفون، وعليه يتوكل المتوكلون، ولعظيم فضله تبسط الأيدي ويسأل السائلون، يا رب! اختم لنا رمضان برضوانك، اختم لنا رمضان برضوانك، اختم لنا رمضان برضوانك، واجعل مآلنا إلى رضوانك، واجعل مصيرنا في جنانك، ونجنا من سخطك ونيرانك.
اللهم استرنا ولا تفضحنا، وأكرمنا ولا تهنا، وكن لنا ولا تكن علينا، يا منقذ الغرقى، ويا منجي الهلكى! ويا سامع كل نجوى! يا عظيم الإحسان! يا دائم المعروف! يا دائم المعروف! يا دائم المعروف! اللهم لا تعاملنا بما نحن أهله، فنحن أهل المعاصي والذنوب، وعاملنا بما أنت أهله، فأنت أهل المغفرة والرحمة يا علام الغيوب! اللهم استر نساءنا واحفظ بناتنا، وأصلح أخواتنا وشبابنا، واهد أولادنا، اللهم رب لنا أولادنا، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إماماً.
يا رب! انصر إخواننا في الشيشان، يا رب! انصر إخواننا في الشيشان، اللهم إنك ترى عجزنا وضعفنا، ونحن لا نملك لهم إلا الدعاء، فتقبل دعاءنا لهم يا رب الأرض والسماء، اللهم تقبل دعاءنا لهم يا رب الأرض والسماء، شتت شمل الروس الملعونين، شتت شمل الروس الملعونين، شتت شمل الروس الملعونين، اللهم أعم أبصارهم، اللهم شتت رميهم، اللهم شتت رميهم، اللهم اجعل رميهم بعيداً عن أهلنا وإخواننا وأخواتنا.
اللهم أعم أبصارهم، وشتت رميهم، ومزق صفهم، وزلزل أركانهم، وشل جوارحهم وأعضاءهم، واملأ قلوبهم وبيوتهم ناراً، أرنا فيهم يوماً كيوم عاد وثمود، أرنا فيهم يوماً كيوم عاد وثمود.
يا من هزمت الأحزاب، ونصرت محمداً في بدر، وأيدته بجند من عندك، أيد إخواننا في الشيشان بجند من عندك يا رحيم يا رحمن! اللهم وحد صفهم، وألف كلمتهم، وسدد رميهم، وانصرهم نصراً مؤزراً، واجعل سلاح وعتاد الروس غنيمة لهم يا أرحم الراحمين! اللهم انصر إخواننا في فلسطين، اللهم انصر إخواننا في فلسطين على اليهود الملعونين وعلى أعوانهم المنافقين والمجرمين، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، وأعل بفضلك كلمة الحق والدين، وانصر المجاهدين عامة في كل مكان يا أرحم الراحمين! اللهم اشف صدور قوم مؤمنين بنصرة الإسلام وعز الموحدين.
يا رب اجعل مصر واحة للأمن والأمان، اللهم نج مصر من الفتن، اللهم نج مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم إنك تعلم أن أعداءنا يتكالبون على هذا البلد، فاحفظه من الفتن ما ظهر منها وما بطن برحمتك يا رب العالمين! يا رب! اجعل مصر أمناً أماناً سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين، اللهم اجعل مصر أمناً أماناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم اجعل مصر أمنا أماناً سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين، اللهم احفظ أهل هذا البلد الكريم، اللهم احفظ أهل هذا البلد الكريم، ورد ولاة أمره للحكم بشريعتك يا أرحم الراحمين! أنت ولي ذلك والقادر عليه.
اللهم أغننا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم اقبلنا وتقبل منا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم!