قال ربنا جل في علاه لسيدنا رسول الله:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[القلم:٤]، بل وقال:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء:١٠٧] قال ابن عباس: فرسول الله رحمة للبار والفاجر، فمن آمن به تمت له الرحمة في الدنيا والآخرة، ومن كفر به أجلت له العقوبة إلى الآخرة مصداقاً لقول الله جل وعلا:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ}[الأنفال:٣٣] قال ابن عباس: (والله ما ذرأ الله وما برأ نفساً أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم).
وروى مسلم في صحيحه من حديث أنس والحديث في البخاري أيضاً قال:(لما أوتي بالبراق -واللفظ لـ مسلم - للنبي صلى الله عليه وسلم ليركبه ليلة المعراج فانتقض البراق، فقال جبريل للبراق: أبمحمد تفعل هذا؟! فوالله ما ركبك قط رجل هو أفضل عند الله من محمد فارفض البراق عرقاً، وقال المصطفى: فارفض البراق عرقاً)، ما من نبي ولا رسول إلا وله مكانة عند الله، لكن تتجلى مكانة سيد رسل الله في الأرض حينما نقف مع آيات القرآن، فنرى ربنا جل وعلا يخاطب كل الأنبياء والرسل بأسمائهم مجردة إلا المصطفى، فيقول الله:{يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}[البقرة:٣٥]{قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا}[هود:٤٨] (يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} [الصافات:١٠٤ - ١٠٥]{يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ}[القصص:٣٠]{يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}[آل عمران:٥٥]{قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ}[هود:٨١]{يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ}[مريم:٧]{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ}[مريم:١٢]{يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ}[ص:٢٦].
ولما خاطب المصطفى صلى الله عليه وسلم قال:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}[الأحزاب:٤٥ - ٤٦]{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ}[المائدة:٤١].