[كيفية التحرز من الشيطان]
أيها الأحباب! لقد حذرنا الله من الشيطان وطمأننا بأن كيد هذا الشيطان كان ضعيفاً على من تمسكوا بتوحيدهم لله، وتحصنوا بحصن التوحيد، وبسنة محرر العبيد صلى الله عليه وسلم، فمن لجأ إلى الله كان حقاً على الله أن يحفظه من الشيطان وشره، ومن تمسك بسنة رسول الله كان حقاً على الله أن يحفظه من الشيطان وشركه، من أجل ذلك -على سبيل المثال لا على وجه الإجمال- علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم كيف نحترز من هذا العدو اللدود، فانتبهوا معي إلى هذه الحروز بإيجاز شديد: علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نحترز بالآتي، وأقول: على سبيل المثال لا على وجه الإجمال ما ورد في مسند الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن الشيطان قال لربنا: (وعزتك وجلالك لأضلنهم ما دامت أرواحهم في أبدانهم، فقال له ربنا: وعزتي وجلالي لأغفرن لهم ماداموا يستغفرونني).
الحرز الأول: الاستغفار.
الحرز الثاني: الاستعاذة، لقول الله جل وعلا: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} [الأعراف:٢٠٠].
الحرز الثالث: المعوذات وسورة الإخلاص: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:١] والفلق والناس، فما تعوذ بأفضل من ذلك أحد، كما ورد في صحيح مسلم والحديث مروي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه.
الحرز الرابع: قراءة آية الكرسي لقوله صلى الله عليه وسلم: (فما قرأ إنسان آية الكرسي إلا وما زال عليه حافظ ولا يقربنه شيطان حتى يصبح) والحديث في البخاري مروي عن أبي هريرة.
الحرز الخامس: ذكر الله، فما تحصن عبدٌ بحصن أقوى من تحصنه بذكر مولاه جل وعلا، فاذكروا الله تعالى أيها الأحباب، إذا ما أحسستم أن الشيطان يريد أن يلتهم قلوبكم، فاذكروا الله تبارك وتعالى لقول الله جل وعلا: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً} [الإسراء:٤٥] ولقوله جل وعلا: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} [الأعراف:٢٠٠] ولقوله جل وعلا: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} [النحل:٩٨ - ١٠٠].
الحرز السادس: قراءة أواخر سورة البقرة: (من قرأ الآيتين الأخريين من سورة البقرة كفتاه من ليلته) أي: كفتاه من كل شر وإثم.
الحرز السابع: الحرص على الوضوء، فإن الوضوء سلاح المؤمن.
الحرز الثامن: كثرة الصلاة.
الحرز التاسع: كثرة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهكذا أقول على سبيل المثال لا على وجه الإجمال: هكذا أيها الأحباب! {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} [النساء:٧٦] لمن تمسك بالله واعتصم به وتمسك بسنة رسول الله، حق على الله لمن اتقاه أن يستره فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض، حق على الله لمن اتقاه أن يتولى رعايته، وأن يحسن بدايته وأن يحسن نهايته.
فيا أيها المسلمون: تحصنوا بالله جل وعلا والجأوا إليه، وتمسكوا بشرع رسوله، ينجيكم من الشيطان وشره وشركه ووساوسه.
أما من شذ عن صراط الله المستقيم، وعن طريق الرحمن الرحيم وجد هناك على كل سبيل وطريق الشياطين تغويه إغواءً، وتؤزه أزاً وتغريه إغراءً: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً} [مريم:٨٣].
أسأل الله سبحانه أن ينجينا وإياكم من وساوس الشياطين ومن إغوائهم.
وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.