[اعتقاد الرافضة في القرآن الكريم]
القرآن الكريم هو أول مصدر من مصادر التلقي عند المسلمين، لكن انظر إلى معتقد الشيعة في هذا المصدر.
يعتقد الشيعة الإثنا عشرية أن القرآن الكريم محرف، وسأنقل لكم الأدلة على ذلك من أقوالهم، ومن كتبهم، ويعتقدون أن هناك كتباً نزلت من السماء بعد القرآن، فهم يقولون بتحريف القرآن الكريم وبتزويره وبنقصه، وبخلل فيه.
معلوم أن الأمة قد أجمعت على حفظ كتاب الله جل وعلا؛ مصداقاً لقول الله سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:٩]، والقرآن الكريم تحدى الله عز وجل به البشرية جمعاء، إذ لم يتغير فيه حرف، ولم تنقص منه كلمة، ولم تحذف منه آية.
تقوم فرية الشيعة على القول بأن هذا القرآن الكريم الموجود بأيدي المسلمين الآن ناقص ومحرف، وأن القرآن الكامل عند علي بن أبي طالب، ثم أورثه الأئمة من بعده، وهو اليوم عند المهدي المنتظر، هذا كلام الشيعة! أقول: إن هذه المقالة الملحدة طعن في كتاب الله وفي دين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أيضاً طعن في علي نفسه رضوان الله عليه، إذ كيف يعلم علي أن القرآن الذي بين أيدي المسلمين محرف ومزور وناقص، وأن القرآن الكامل عنده وحده، ثم لا يرد هذه الفرية، ولا يبين للمسلمين هذا الباطل، لا سيما بعدما أصبح خليفة.
إذاً: هذا طعن في علي رضي الله عنه، ولما جوبه الروافض بذلك لم يجدوا ما يجيبون به سوى أنهم قالوا على لسان عالمهم الكبير نعمة الله بن محمد بن حسين الحسيني الجزائري الشيعي الإمامي، وهو الذي قال عنه الخوانساري: كان من أعظم علمائنا المتأخرين، وأفاخم فضلائنا المتبحرين، وقال فيه محدثهم القمي: كان نعمة الله الجزائري عالماً محققاً مدققاً جليل القدر.
اسمع ماذا يقول هذا العالم الكبير المحقق المدقق لما قيل له: كيف لم يبين علي القرآن الصحيح الذي ادخره عنده، وورثه للأئمة، وهو يعلم أن القرآن الذي بأيدي المسلمين مزور ومحرف؟ قال: (ولما جلس أمير المؤمنين عليه السلام لم يتمكن من إظهار ذلك القرآن -يقصد القرآن الصحيح المتكامل الذي لم يحرف ولم يزور- ولم يستطع أن يخفي هذا القرآن الأول -أي: الذي في أيدي المسلمين الذي زور وحرف- لما فيه من إظهار الشناعة على من سبقه، إذ لو فعل ذلك لبين أخطاء من سبقوه).
انظر إلى هذا الضلال المبين، هكذا يعتذرون، وأي قدح أبلغ من هذا، إنهم يتهمون علياً رضي الله عنه بأنه جامل من سبق من الصحابة على حساب كتاب الله وعلى حساب سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا وربي بهتان عظيم، هذه فحوى الخرافة التي وجدت مكانها في دواوين الشيعة ومجامعهم الحديثية وكتبهم المعتمدة في عشرات من النصوص والروايات.
تدبر معي بعض الروايات لأكمل إن شاء الله تعالى في المحاضرة المقبلة.
يقول حسين النوري الطبرسي هو عند الشيعة إمام أئمة علم الحديث، وإمام أئمة علم الجرح والتعديل في الأزمان المتأخرة، ألف كتاباً أسماه -واسمع عنوان الكتاب، ويكفي اسم الكتاب- (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب) وقد ألفه ليثبت من كتبهم أن القرآن محرف، ونقل فيه مجموعة كبيرة من أخبار الشيعة التي تطعن في القرآن، جمعها كما يقول من الكتب المعتبرة التي عليها المعول، وإليها المرجع عند الأصحاب، وقال: (واعلم أن تلك الأخبار منقولة عن الكتب المعتبرة التي عليها معول أصحابنا في إثبات الأحكام الشرعية والآثار النبوية).
فهذه الكتب التي ذكرت هذه الأخبار الملحدة موثقة عند علمائهم، ويتلقون عنها دينهم، وهي منسوبة لأكابر علمائهم ومراجعهم ومحدثيهم، كما سمعنا الآن.
ومن هذه الكتب صحيحهم الكافي، وهم يشبهونه بصحيح البخاري، يعني: الكافي عند الشيعة يوازي صحيح البخاري عند أهل السنة، ويعتبرون الكافي من أصح كتبهم، ويلقبون مؤلفه وهو محمد بن يعقوب الكليني بأنه ثقة الإسلام، وقد روى الكليني من هذه الأساطير والأقوال الملحدة الشيء الكثير، مع أنه التزم الصحة فيما يرويه؛ ولهذا قرر الكاتبون عنه من الشيعة أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن؛ لأنه روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي، ولم يتعرض للقدح فيها، مع أنه ذكر في أول الكتاب أنه يثق بما رواه، وهذا كتاب لإمام كبير من أئمتهم.