أيها الأخيار! لقد قلت مراراً وتكراراً بأن أعداء الإسلام في البيت الأبيض، وفي البيت الأحمر، ومروراً بكل المنظمات والأحلاف والهيئات الدولية الممثلة في هيئة الرمم وفي حلف الناتو وفي الاتحاد الأوروبي وغيرها، قد حاولت كل هذه المنظمات بشتى الطرق أن تظل قضية الجهاد بعيدة عن ساحة القدس والأقصى، وأن تظل القضية مطروحة في هذه المنظمات والأحلاف التي لا تنصر ديناً قط.
فالكفر لا ينصر توحيداً أبداً، كما قال تعالى:{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}[البقرة:١٢٠]، وكما قال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[المائدة:٥١]، وقال تعالى:{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}[البقرة:١٠٩] الآية.
فالكفر لا ينصر توحيداً، وليس كما يدعي الإعلام أن الغرب يكيل بمكيالين، فهذا باطل، بل الغرب لا يكيل إلا بمكيال واحد فقط، إنه مكيال العداء للإسلام والمسلمين، ولقد حاولوا بشتى الطرق تضليل قضية الجهاد، كما قال العدو والإرهابي الكبير مناحيم بيجن: إننا نحارب، إذاً: نحن موجودون، ويجب أن تظل قضية الجهاد بعيدة عن الساحة! فلقد حاول أعداؤنا بشتى الطرق طيلة السنوات الماضية أن يطمسوا قضية الجهاد، وألا تصبغ قضية القدس والأقصى بصبغة الجهاد في سبيل الله، حتى صرح زعيم عربي مخرف بهذا القول الخطير الخبيث وقال: ما هذه الضجة التي تفتعلونها على مسجد يسمى بالمسجد الأقصى؟! فليصل المسلمون في أي مسجد، وتنتهي الأزمة والمشكلة.
فهم لا يريدون للقضية أن تصبغ قط بصبغة الجهاد، ولما رفعت راية الجهاد في أفغانستان مرغ أنف الدب الروسي الغبي في الوحل والطين والتراب، ولا مقارنة بين العُدَد والعتاد والعَدَد، فلقد كان الروس يفوقون المسلمين في أفغانستان عتاداً وعدداً، لكن رفعت قضية الجهاد في سبيل الله فانقلبت كل الموازين.
لذلك هم لا يريدون لشباب الصحوة أبداً أن يشارك في هذه القضية، ولا يريدون أن يفتحوا الحدود والثغور أبداً أمام شباب مسلم يحترق قلبه شوقاً الآن للشهادة في سبيل الله، ورب الكعبة لو فتح هذا الباب الآن لرأينا من شيوخنا بل من أمهاتنا وأخواتنا فضلاً عن شبابنا من يذهب ليسد فوهة مدافع اليهود بصدره، وهو يريد أن يصرخ بهمته الطاهرة لزعماء العملاء ولزعماء اليهود أن محمداً ما مات وما خلف بنات، بل خلف شباباً أطهاراً تحترق قلبوهم الآن شوقاً للشهادة في سبيل الله.
ويردد أحدهم قولة الإمام المجاهد العلم عبد الله بن المبارك لأخيه عابد الحرمين الفضيل بن عياض: يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة تلعب من كان يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب ريح العبير لكم ونحن عبيرنا رهج السنابك والغبار الأطيب من كان يتعب خيله في باطل فخيولنا يوم الكريهة تتعب ولقد أتانا من مقال نبينا قول صحيح صادق لا يكذب لا يستوي غبار خيل الله في أنف امرئ ودخان نار تلهب