وأخيراً: أقول بقلب يملؤه اليقين، وبلغة يحدوها الأمل: إن المستقبل لهذا الدين رغم كيد الكائدين، ولا نقول ذلك من باب الأحلام الوردية، ولا من باب تسكين الآلام أو تضميد الجراح، ولكنه القرآن الكريم، وكلام النبي الصادق الأمين، يقول الله جل وعلا:{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}[الصف:٨]، ويقول الله جل وعلا:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}[الأنفال:٣٦]، ويقول الله جل وعلا:{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}[الصافات:١٧١ - ١٧٣].
أيها الأحباب! اعلموا بأن المستقبل لهذا الدين، وبأن الإسلام قادم كقدوم الليل والنهار، وبأن هذا الوعد هو وعد الله جل وعلا، ووعد الله لا يخلف، فاسألوا الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وتضرعوا إليه في هذه اللحظات -عسى أن يتقبل الله دعوة صادق فينا- أن ينصر الإسلام والمسلمين.
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، اللهم وأعل بفضلك كلمة الحق والدين! اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين، اللهم احمل المسلمين الحفاة، واكس المسلمين العراة، وأطعم المسلمين الجياع.
اللهم فك سجن المسجونين، وأسرى المأسورين، واربط على قلوبنا وقلوبهم يا أرحم الرحمين! اللهم لا تدع لأحد منا في هذا الجمع المبارك ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا ديناً إلا أديته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا عاصياً إلا هديته، ولا طائعاً إلا سددته، ولا حاجة فيها لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا قضيتها ويسرتها يا رب العالمين! اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل اللهم فينا شقياً ولا محروماً! اللهم اجعل مصر واحة للأمن والأمان، اللهم اجعل مصر واحة للأمن والأمان، اللهم اجعل مصر سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين! اللهم اجعل مصر سخاء رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم ارفع عن مصرنا الغلاء والوباء والفتن والبلاء برحمتك يا أرحم الرحمين! أيها الأحبة في الله! كل عام وأنتم بعافية وصحة وخير، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.