ثانياً: أيها الحبيب! إياك أن تحرم نفسك في رمضان من رحمة الرحيم الرحمن، فإن الخاسر ورب الكعبة! هو من مر عليه رمضان ولم يفز فيه برحمة الرحيم الرحمن، ففي الحديث الذي رواه الطبراني -ورواته ثقات- من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه كان الحبيب صلى الله عليه وسلم إذا أقبل شهر رمضان يقول:(أتاكم رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه، ينزل الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، وينظر فيه إلى تنافسكم في الخير، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حرم في رمضان رحمة الله عز وجل).
أيها الحبيب! فكر في هذا الحديث جيداً من الآن: هل تتنزل عليك الرحمة أمام المسلسل؟! وهل تتنزل عليك الرحمة أمام الفلم؟! وهل تتنزل عليك الرحمة أمام الفوازير الماجنة؟! إنما تتنزل الرحمات في بيئة الطاعات، وفي بيوت رب الأرض والسماوات، وإن جلست في بيتك وجمعت زوجتك وأولادك، وجلست تقرأ القرآن الكريم، أو جلست في بيتك تستغفر الله الرحمن الرحيم، فهذه هي البيئة التي تتنزل عليك فيها الرحمات، فيا أخي في الله! اتق الله في رمضان، وإياك أن تضيع دقيقة في غير طاعة، عليك ألا تمر دقيقة إلا وأنت في طاعة لله، فورب الكعبة! إنك لا تضمن أن تعيش إلى رمضان المقبل، فرمضان شهر الرحمات، فعرض نفسك لرحمة الله، ولن تنال رحمة الله إلا إذا كنت على طاعة لله جل وعلا.