للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[واجب النصرة]

أين واجب هؤلاء؟ هذا هو عنصرنا الثالث: واجب النصرة: النصرة بالنفس لمن استطاع، والنصرة بالمال لمن لم يقدر على نصرة هؤلاء المستضعفين بنفسه، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الصف:١٠ - ١١].

النصرة بالكلمة، فالسياسة الآن تديرها الكلمة، تديرها وسائل الإعلام اليهودية التي تتحكم في الإدارة الأمريكية، بل وفي الإدارة الأوروبية.

هذه الجريدة الوقحة تعلن الحرب الآن على مصر ورئيسها، وعلى السعودية وملكها، هذه الجريدة التي تسمى واشنطن يوست، ارجعوا إليها لتعرفوا مجلس إدارتها، لتعرفوا محرريها، لتعرفوا من ينفق عليها، فالجريدة كلها يهودية صرفة، رئيس مجلس الإدارة يهودي، مجلس الإدارة يهودي، المحررون يهود، فالشركة كلها مملوكة لأسرة يهودية.

حتى لا نستكثر على هذه الجريدة وغيرها من وسائل الإعلام الأمريكية والغربية هذه الحرب القذرة التي تشن الآن على مصر والسعودية؛ لأنهم يعلمون يقيناً وزن مصر، ومكانة مصر، ولا يريدون أبداً لمصر أن تتدخل لا من قريب ولا من بعيد في مثل هذه الفتنة الطاحنة.

ولكن سنؤكل ورب الكعبة جميعاً يوم أكل الثور الأبيض، فالنصرة بالنفس، وبالمال، وبالكلمة، وبتحقيق الولاء والبراء، وبإقامة الفرقان الإسلامي للخروج من حالة الغبش التي تحياها الأمة، وبإعداد بيتك إعداداً يليق بخطورة المرحلة المقبلة والتي لابد منها، ثم الدعاء، وأنا أعي قدر كلمة الدعاء.

ولا أستهين بهذا السهم الذي إن خرج من قوس مشدودة، وصادف القوس ساعداً قويًّة، لو أصاب السهم الهدف بإذن الرب العلي، فنحن نريد الآن قلوباً تحترق، ودعوات صادقة تخرج من هذه القلوب إلى عَنَانِ السماء، ونحن مظلومون؛ ليرفعها من حَرَّمَ الظلم على نفسه فوق الغمام، وليقول لها: (وعزتي وجلالي لأنصرنكِ ولو بعد حين).

فوالله وإن تخلى العالم الغربي والعالم الإسلامي عن أولئك المستضعفين في فلسطين وأفغانستان وفي كل مكان؛ فإن رب العزة جل جلاله لا يمكن أبداً أن يتخلى عنهم، كيف وربك حكم عدل؟ {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت:٤٦]، وكيف وربك قد حرم الظلم على نفسه، فقال: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)، وهذا هو عنصرنا الرابع من عناصر اللقاء.