وتبدأ القصة على هذه الأرض الإسلامية في جمهورية البوسنة والهرسك المسلمة من عام ألف وثمانمائة وأربعة وأربعين من ميلاد المسيح -على نبينا وعليه الصلاة والسلام- يوم أن أعلن الصرب النصارى الكفرة الفجرة برنامجهم القومي.
وكان من بين بنود هذا البرنامج هذا القرار الذي يقول: بتهجير جميع المسلمين من جمهورية البوسنة والهرسك الإسلامية وغيرها، أو إدخالهم في النصرانية، أو في الديانة الأرذوذكسية النصرانية، ولما أصر المسلمون على دينهم وعلى توحيدهم وعلى إسلامهم وعلى دين نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم بدأ العداء، وأراد الصرب أن يعلنوا جمهوريتهم الصربية الكبرى، وبدأت المجازر من ذلك العام.
وبدءوا بتدمير وإحراق قرية عن كاملها، على رءوس أطفالها وشيوخها، ورجالها ونسائها! وأتوا على جسر يمتد على نهر كبير وضربوا هذا الجسر فسقط عدد كبير من المسلمين في هذا النهر، ولما امتلأت الشوارع بالجثث المسلمة من المسلمين والمسلمات ألقوا بها في هذا النهر، ولما عجز النهر عن أن يلتقط هذه الجثث، ولفظ بها فطفت الجثث على سطح النهر والماء؛ ذهب الصرب النصارى ليبقروا بطون المسلمين والمسلمات حتى تهوي هذه الجثث في قاع هذا النهر! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! وتمتد هذه الحرب الصليبية التي ما انتهت ولن تنتهي إلا إذا عاد المسلمون إلى الله، وعاد المسلمون إلى مصدر عزهم وشرفهم وكرامتهم، الذي قال عنه فاروق هذه الأمة عمر: كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله.