للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المجازر الوحشية التي ارتكبها الغرب ضد المسلمين]

أولاًَ: صور مخزية للإرهاب الغربي: أحبتي في الله! إن الصراع بين الحق والباطل قديم بقدم الحياة على ظهر الأرض، والأيام دول، كما قال ربنا جل وعلا: {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران:١٤٠]، ولا شك أن الدولة الآن للغرب الذي كسب الجولة الأخيرة، وهزم الأمة المسلمة عسكرياً واقتصادياً وفكرياً ونفسياً وعلمياً بعد أن تخلت الأمة عن أسباب النصر بانحرافها عن منهج ربها ونبيها صلى الله عليه وسلم، وذلك مصداقاً لقول ربنا جل وعلا: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد:١١]، راح الغرب المنتصر يسوم الأمة المهزومة سوء العذاب، ويمارس في حقها كل أشكال وألوان الإرهاب الفكري والنفسي والاقتصادي والعسكري، وفي هذا الوقت الذي يمارس فيه الإعلام الغربي لوناً قذراً من ألوان الإرهاب الفكري بوصم الإسلام والمسلمين بالأصولية، والإرهاب والتطرف، والوحشية والبربرية، والجمود والتخلف والرجعية إلى آخر هذه التهم المعلبة الجاهزة، أقول: شاء الله جل وعلا أن تسقط ورقة التوت، وأن تتمزق خيوط العنكبوت، التي طالما وارى بها النظام الغربي عوراته الغليظة، وذلك يوم أن قرر مراهق البيت الأبيض أن يضرب السودان وأفغانستان بالصورايخ والطائرات ويقطع الإرسال العالمي، ليخرج علينا إرهابي البيت الأبيض بوجهه الكالح العبوس، ليزف إلينا نبأ الغارات الجوية على السودان وأفغانستان بنفس الطريقة التي زف بها إلينا سلفه جورج بوش نبأ ذبح العراق، وبنفس الطريقة التي خرج بها سلفهما رونالد ريجن ليزف إلينا نبأ الغارات الجوية على ليبيا، مسلسل متكرر متكرر! والضحايا يتساقطون من الموحدين والمسلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! يضرب السودان ذلكم البلد الإسلامي الوديع الآمن الذي لا ذنب له إلا أنه أعلن تطبيق الشريعة الإسلامية، ورفض كل أشكال الهيمنة الغربية والأمريكية.

لقد حاول الغرب بكل سبيل أن يمزق الأواصر الأخوية والعلاقات الودية بين مصر والسودان؛ ليدخل البلدان دوامة صراع دموي قاتل لصالح الغرب، ولكن الله سلم، وتعاملت مصر سلمها الله مع المكر الشيطاني الغربي بغاية الحكمة والذكاء.

وأفغانستان ذلكم البلد المسلم الشامخ الذي مرغ أنف الدب الروسي الوقح في الوحل والطين والتراب، أسأل الله أن يؤلف بين قلوب قادته، وأن يجعل الحركة الإسلامية الشرعية الجديدة -حركة طالبان- غصة في حلوق المنافقين، وأسأل الله أن يجعلها بداية عهد جديد لتطبيق شرع الله، ولإقامة دولة الإسلام فوق ثرى أفغانستان المبارك، الذي روي بدماء الشهداء والأبرار، إن ربنا هو العزيز الغفار! يضرب السودان وتضرب أفغانستان بحجة ماذا؟! بحجة محاربة الإرهاب في كل مكان في العالم، وأنا لا أتصور كيف يفكر هؤلاء وكيف يتصور هؤلاء البشر على وجه الأرض؟! تحارب رائدة الحضارة الغربية أمريكا الإرهاب في كل مكان في العالم، وفعلها ليس من الإرهاب في شيء، وتجويع الشعوب الآمنة، وضرب الشعوب الوديعة ليس من الإرهاب في شيء قتل عشرات الآلاف من الأطفال في العراق ليس من الإرهاب في شيء قتل الآلاف من أطفال الصومال ليس من الإرهاب في شيء قتل العشرات والمئات من أطفال ليبيا ليس من الإرهاب في شيء إبادة كاملة لهيروشيما ونجازاكي ليس من الإرهاب في شيء إبادة شعب الهنود الحمر ليس من الإرهاب في شيء المعاملة العنصرية اللونية البغيضة في أمريكا ليس من الإرهاب في شيء محاربة المكسيك في عام (١٩١٤م) لمجرد أن المكسيك لم يقفوا ليحيوا العلم الأمريكي، فحوربت المكسيك بمنتهى الشراسة ليس من الإرهاب في شيء.

قتل أمريكي في غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر ولا حول ولا قوة إلا بالله! ما دام الإرهاب يمارس بأيد أمريكية فليس من الإرهاب في شيء أبداً، وينبغي للعقلاء أن لا ينسبوا هذا للإرهاب ولا للتطرف، أما إن تكلم مسلم مجرد كلمة، أو إن أخطأ مسلم خطأ حركياً هنا أو هنالك ركزت المجاهر المكبرة على هذا الخطأ؛ ليوصم الإسلام كله؛ وليوصم المسلمون جميعاً بالإرهاب والتطرف والأصولية والوحشية والبربرية، والجمود والرجعية، والتخلف والتأخر إلى آخر هذه التهم المعلبة التي لم تعد تنطلي الآن إلا على السذج والرعاع أمر عجب!!