للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الدليل النقلي على توحيد الربوبية]

أولاً: الأدلة النقلية، القرآن كله من أوله إلى آخره يبين هذا القسم من أقسام التوحيد، وأكتفي بهذا الدليل من سورة النمل، يقول الله جل وعلا: {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ * أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ * أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} [النمل:٦٠ - ٦٤] أإله مع الله؟! لا رب غيره ولا معبود سواه.

والأدلة النقلية في هذا الباب كثيرة، بل إن القرآن من أوله إلى آخره يتحدث عن هذا النوع، وصدق من قال: سل الواحة الخضراء والماء جاريا وهذه الصحاري والجبال الرواسيا سل الروض مزداناً سل الزهر والندى سل الليل والأصداح والطير شاديا وسل هذه الأنسام والأرض والسما وسل كل شيء تسمع التوحيد ساريا ولو أن هذا الليل وامتد سرمداً فمن غير ربي يرجع الصبح ثانياً أإله مع الله؟! الله ربي لا إله سواه هل في الوجود حقيقة إلا هو الشمس والبدر من أنوار قدرته والبرق والبحر فيض من عطاياه الطير سبحه والوحش مجده والموج كبره والحوت ناداه والنمل تحت الصخور الصم قدسه والنحل يهتف حمداً في خلاياه والناس يعصونه جهراً فيسترهم والعبد ينسى وربي ليس ينساه أإله مع الله؟ قل للطبيب تخطفته يد الردى يا شافي الأمراض من أرداك قل للمريض نجا وعوفي بعدما عجزت فنون الطب من عافاك قل للصحيح يموت لا من علة من بالمنايا يا صحيح دهاك قل للبصير وكان يحذر حفرة فهوى بها من ذا الذي أهواك بل سائل الأعمى خطا وسط الزحام بلا اصطدام مَنْ يقود خطاك قل للجنين يعيش معزولاً بلا راع ومرعى ما الذي يرعاك قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء لدى الولادة ما الذي أبكاك وإذا ترى الثعبان ينفث سمه فاسأله من ذا بالسموم حشاك واسأله كيف تعيش يا ثعبان أو تحيا وهذا السم يملأ فاك واسأل بطون النحل كيف تقاطرت شهداً وقل للشهد من حلاك بل سائل اللبن المصفى كان بين دم وفرث ما الذي صفاك هل هناك مصنع على ظهر الأرض يقدر على ذلك؟! إنها قدرة الذي يقول للشيء: كن فيكون، إنها عظمة وإرادة لا يعجزها شيء في الأرض ولا في السماء.

والأدلة النقلية في هذا الباب كثيرة جداً، ولكنني أريد أن أنهي الحديث عن أقسام التوحيد الثلاثة بإذن الله جل وعلا.