أيها الأحبة الكرام! وهل يسب عثمان ذلكم الحيي التقي النقي، ذو النورين المصلي إلى القبلتين، صاحب الهجرتين، الحيي الكريم، أكتفي بحديث واحد فقط في مناقب هذا العملاق: في صحيح مسلم من حديث عائشة: (استأذن أبو بكر على رسول الله وهو مضطجع في حجرة عائشة، وقد كشف عن ساقه أو فخذه، فأذن النبي للصديق فدخل وخرج والنبي على هيئته، ثم استأذن عمر فأذن له النبي وهو على هيئته، ثم لما استأذن عثمان فجلس النبي وسوى عليه ثيابه، وأذن لـ عثمان، فلما دخل عثمان ثم انصرف قالت عائشة: يا رسول الله! دخل عليك أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عليك عمر فلم تهتش له ولم تباله، فلما دخل عليك عثمان جلست وسويت ثيابك وأذنت له؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا عائشة! ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟!).
أيها الإخوة! والله لا أخشى فقط إلا من الإطالة عليكم، فإن الصحابة رضوان الله عليهم يشعر الإنسان وهو يتحدث عنهم بفخر وعزة، إذ إنه ينتسب إلى هؤلاء الأشراف الأطهار الكرام، فكل أمة تفخر برجالها وأبنائها، وإن أحق الأمم بالفخار هي أمة النبي المختار بجدارة واختيار، بل وبشهادة العزيز الغفار:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}[آل عمران:١١٠].