كثيرة هي الحروب التي أعلنت على الإسلام منذ أن يزغ فجره، واستفاض نوره، لكننا نشهد في السنوات القليلة الماضية وإلى اليوم حرباً سافرة عاتية من نوع جديد، والمصيبة الكبرى: أن الذي يشعل فتيلها ويتولى كبرها رجال من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، ويهدفون إلى النيل من أركان وأصول وثوابت هذا الدين، أولئك الذين يسمون بالنخبة من أدعياء الثقافة والتحرير والتنوير والفن والعلم والأدب، ممن أحيطوا في مجتمعات المسلمين بهالة من الدعاية الكاذبة، ولقبوا في أمة الإسلام بأضخم الألقاب والأوصاف! تلك الألقاب والأوصاف التي تغطي جهلهم وانحرافهم، وتنفخ فيهم ليكونوا شيئاً مذكوراً، للي أعناق البسطاء من المسلمين إلى عقيدتهم وأفكارهم لياً، وهم في الحقيقة كالطبل الأجوف، يسمع من بعيد وباطنه من كل الخيرات فارغ.
هذه الحرب تتم الآن في أنحاء العالم الإسلامي بصورة منظمة مخططة، عبر مراحل دقيقة، وعبر خطوات منظمة، وأستطيع أن أقدم لحضراتكم الخطوات الخبيثة والمراحل الخطيرة لهذه الحرب في نقاط محددة، وأرجو أن تنتبهوا، فهذا الذي سأذكره الآن خلاصة جهد سنتين كاملتين، وأنا أجمع من هنا وهنالك من أرجاء العالم الإسلامي، لا في مصر وحدها، لأقدم لحضراتكم هذه الصورة لهذه الحرب التي تتم، وأقول ذلك بقناعة مطلقة، فهي تتم بصورة منظمة مخططة وعبر مراحل محددة.