وهنا أمر النبي الناس بالجهاز، وبإعداد العدة للجهاد في سبيل الله وللخروج للغزو، إلا أنه لم يخبر أحداً أين سيكون المسير اليوم، حتى أن الصديق دخل على عائشة رضي الله عنها، فرآها تعد الجهاز لرسول الله، فقال لها: أي بنية! هل أمركن رسول الله بتجهيزه؟ قالت: نعم، فقال الصديق: فإلى أين ترينه يريد، قالت: والله ما أدري.
ولما تجمع الناس واستنفر الرسول الناس جميعاً والمسلمين خارج حدود المدينة المنورة، وتجمع في المدينة عشرة آلاف رجل موحد لله جل وعلا عشرة آلاف موحد بقيادة من؟! بقيادة سيد القادة وإمام الهدى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وهنا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم القوم أنه سائر إلى مكة شرفها الله، وأمرهم أمراً جازماً أن يكتموا الخبر وأن ينطلقوا في سِرِّية تامة، وبالفعل -أيها الأحباب- انطلق المسلمون ينفذون أوامر النبي صلى الله عليه وسلم بمنتهى الدقة، حتى أنه قد ورد في حديث ضعيف أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا الله، وقال:(اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها).