للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التنابز بالألقاب]

والتنابز بالألقاب معناه: أن يسمي المسلم أخاه بالأسماء والألقاب والكنى التي لا يحبها، والتي يكرهها وتؤذيه، فمن أدب المؤمن ألا يسمي أخاه إلا بالاسم الذي يحبه، وألا يلقبه إلا باللقب الذي يتمناه، وألا يكنيه إلا بالكنية التي يرتاح إليها قلبه.

ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد لقب أبا بكر بـ الصديق، ولقب عمر بـ الفاروق، ولقب عثمان بـ ذي النورين، ولقب حمزة بـ أسد الله، ولقب خالداً بـ سيف الله وهكذا.

فلا يجوز لمسلم أن ينادي أخاه المسلم إلا بالاسم الذي يحبه، وباللقب الذي يريده، وبالكنية التي يحبها ويطمئن قلبه إليها، ((وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ)) [الحجرات:١١].

وبعد ذلك -أيها الأحباب- يقول ربنا جل وعلا: {بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ} [الحجرات:١١] أي: إن خروج المسلم من طاعة الله إلى معصيته فسوق، وبئس الاسم أن يسمى الرجل فاسقاً بعد الإيمان، لذا قال الله جل وعلا: {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ} [الحجرات:١١] أي: ومن لم يتب من هذه الآفات والأمراض التي نهى الله عنها فإنما هو ظالم لنفسه لوقوعه فيما نهى الله عنه، {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات:١١] وبهذا تكتمل الآية الأولى.

يقول الله ربنا جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات:١١].