ثانياً: من أعظم ثمار المداومة على العمل الصالح: أنها سبب لمحبة الله للعبد، وانتبه أيها الكريم! فأنا أقول: سبب لمحبة الله للعبد، ولم أقل: سبب لمحبة العبد للرب، وشتان شتان بين المنزلتين.
أخي! المداومة على العمل الصالح سبب لمحبة الله للعبد، ومحبة العبد لربه أمر طبيعي، أما محبة الله جل وعلا لعبده فهي أمر تحبس أمامه ألسنة البلغاء والفصحاء، يقول الله جل وعلا في الحديث القدسي الجليل:(من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه)، فالمداومة على العمل الصالح بفروضه ونوافله سبب لمحبة الله للعبد.
يا عبد الله! ماذا أنت صانع لو علمت أن رجلاً كبيراً من أهل الدنيا كملك من الملوك أو رئيس من الرؤساء أو وزير من الوزراء قد أعلن على مسمع من الناس ومرأى أنه يحبك؟! ماذا أنت صانع لو أعلن الإعلام على لسان هذا الرجل -وهو مهما علا فهو عبد فقير حقير إلى الله- أنه يحب فلاناً من الناس؟! تدبر في هذا!! ولله المثل الأعلى! بعد هذه أقول لك: ماذا أنت صانع لو علمت أن الملك يحبك؟! فكر في هذه وتدبرها جيداً، تدبر أن الله هو الذي سيحبك، إذا ما داومت على العمل الصالح بفروضه ونوافله.