للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الإغراق في تضييق الثياب وترقيقها وتقصيرها]

المظهر الثاني من مظاهر التبرج الذي حرمه الشرع على المرأة المسلمة: الإغراق في تضييق الثياب وترقيقها وتقصيرها، حتى إننا نرى المرأة وقد خرجت بثياب ضيقة لاصقة في جسدها، حتى أبرزت في الجسد كل فتنة مخبوءة لا حول ولا قوة إلا بالله! ودائماً الممنوع مرغوب.

إن التي خرجت بهذه الثياب الضيقة، والعباءة التي لفتها على بدنها لفاً؛ فأظهرت كل فتنة مخبوءة في هذا الجسد عاصية لله جل وعلا، واسمعوا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: يصف النبي صلى الله عليه وسلم أحوال هؤلاء النسوة وصفاً دقيقاً عجيباً، وهذا الحديث من معجزات النبي الخالدة، يقول صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار: قوم معهم سياط كأذناب البقر، يضربون بها الناس -في السجون والمعتقلات- ونساء كاسيات عاريات) من أهل النار بشهادة نبينا المختار ما لم تتب هذه المرأة إلى العزيز الغفار، قال صلى الله عليه وسلم: (ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا) كاسيات عاريات، قال الإمام النووي: تغطي شيئاً من بدنها وتظهر شيئاً آخر، فهن كاسيات عاريات، وأنا أقول: كاسيات عاريات: إما أن تلبس ثياباً رقيقة فتظهر ما تحت هذه الثياب من مفاتن البدن.

كاسيات عاريات: أي أن تلبس ثياباً ضيقة خاصة بعد أن رأينا هذه البنطلونات التي تتبعت فيه المرأة المسلمة فعل الكافرات العاهرات الماجنات، وخرجت بهذا البنطلون الضيق على مرأى ومسمع من زوجها؛ من نظر إليها يظنها عارية.

كاسيات عاريات: أظهرت كل موضع للفتنة وكل مكان مخبوء للشهوة، (كاسيات عاريات مميلات مائلات) مائلات عن شرع الله جل وعلا.

مميلات في مشيتهن: يتكسرن في المشية ويتغنجن في القول، مميلات لقلوب الشباب والرجال، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة فارغة تارهة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا.

ومن الأمور التي يجب أن ننبه عليها أيضاً: هذا الحجاب اليهودي المزعوم، الذي زعموه بأنه هو الحجاب الشرعي؛ تلبسه المرأة وتخرج كعروس مزخرفة مبهرجة، تلبس طرحة على رأسها وقد وضعت شريطاً ذهبياً أو فضياً على رأسها، وضيقت الثياب ووضعت حزاماً حول خصرها، ولبست حذاءً طويلاً يشبه لون الثياب ولون الطرحة إلى آخره، وخرجت متعطرة متطيبة في أجمل الأشكال وأبهى الحلل والألوان وتظن المسكينة المخدوعة المخادعة أنها محجبة، أعوذ بالله وحاشا لله أن يكون هذا هو الحجاب الشرعي الذي أراده الله جل وعلا، وقد بينا ذلك بفضل الله بالتفصيل في كتابنا (تبرج الحجاب) نسأل الله جل وعلا أن يقبله وأن يتقبل منا وإياكم صالح الأعمال.