[أقوال أئمة الشيعة الرافضة في تحريف القرآن]
هذه بعض النصوص عن الشيعة في تحريف القرآن: يقول عالمهم المجلسي -صاحب كتاب: (بحار الأنوار) - في كتاب (مرآة العقول) المجلد الثاني (ص:٥٣٦): (وعندي أن الأخبار في هذا الباب -أي: في باب تحريف القرآن- متواترة المعنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد على الأخبار رأساً، بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا تقصر عن أخبار الإمامة).
لأن الذي نقل إليهم القول بتحريف القرآن هم الذين نقلوا إليهم أصول مذهبهم الفاسد الباطل، كأخبار الإمامة والبداء والرجعة والغيبة إلخ هذه المعتقدات الفاسدة.
ويقول شيخهم المفيد: (إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وسلم باختلاف القرآن، وما أحدثه بعض الظالمين فيه من حذف ونقصان)، وهذا الكلام في كتاب أوائل المقالات (ص:٩٨) للمفيد، وهو من أكابر أئمة الشيعة.
ويقول ثقة الشيعة -هكذا يسمونه- محمد صالح المازندراني: (وإسقاط بعض القرآن وتحريفه ثبت من طرقنا بالتواتر معنى، كما يظهر لمن تأمل في كتب الأحاديث من أولها إلى آخرها)، قال ذلك المازندراني في شرح جامع الكافي المجلد الحادي عشر (ص:٧٦).
ويقول شيخهم محسن الكاشاني وهو من أكابر شيوخ الشيعة في كتابه (تفسير الصافي) في المقدمة السادسة من تفسيره: (المستفاد من الروايات من طريق أهل البيت أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد).
قفوا -يا إخواننا- على هذا المعتقد الخبيث، حتى لا يضحك عليكم الآن جاهل بهذا المذهب الفاسد الباطل، فإنني أعلم أن نبتة سوء قد بدأت تظهر في المنصورة، وتدعو لهذا المذهب الخبيث الفاسد الباطل، وهي ولله الحمد لا تزيد عن ثمانية أفراد، لكن هذا خطر، وأتمنى أن يستمع هؤلاء الإخوة إلى المحاضرات بعد تمامها، لعل الله أن يشرح صدورهم إلى الحق، أسأل الله أن يردنا وأن يردهم إلى الحق رداً جميلاً.
يقول شيخهم محسن الكاشاني أيضاً: (بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله، ومنه ما هو مغير محرف، وإنه قد حذف منه أشياء كثيرة، منها: اسم علي في كثير من مواضع القرآن، ومنها: لفظة آل محمد في أكثر من موضع، ومنها: أسماء المنافقين في مواضعها، ومنها: غير ذلك، ثم قال: إن القرآن ليس أيضاً على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله).
وقد ذكرت لكم ترتيب المصحف، ومراحل جمع القرآن الكريم، ابتداء من عهد النبي صلى الله عليه وسلم وانتهاءً بعهد عثمان رضي الله عنه وأرضاه، وذكرت لكم إعجاز القرآن في بلاغته، وفي حروفه، وفي نظمه، وفي اتساقه الذاتي، وفي إعجازه الفكري، وفي إعجازه البلاغي، وإعجازه العلمي، وإعجازه العقدي، ذكرت ذلك بالتفصيل في كثير من المحاضرات قد تصل إلى سبع أو ثمان محاضرات في حديثي عن الإيمان بالكتب، وتحدثت عن التوراة المحرفة والإنجيل المزور، ثم تكلمت بعد ذلك عن القرآن الكريم، وأرجو أن تراجع هذه الأشرطة مرة أخرى.
وروى الكليني في كتابه الكافي بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: (نزل جبريل بهذه الآية على محمد صلى الله عليه وسلم هكذا، ألا وهي قوله تعالى: (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا في حق علي فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين).
وعن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: (هكذا نزل قول الله تعالى: (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به في علي لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً).
انظر إلى التحريف الرهيب، هذا تحريف في النص، أما تحريفهم في التأويل -أي: في التفسير- فكثير جداً، فهم يقرءون الآية ويؤولونها تأويلاً رهيباً لا يمت إلى الحقيقة ولا إلى الدين ولا إلى الواقع، بل ولا إلى العقل السليم بأدنى صلة، وأنا لا أدري كيف اغتر بهذا القول الفاسد الملايين من الناس؟!! نسأل الله أن يثبتنا على الحق: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد:٢١].
وعن أبي بصير عن أبي عبد الله في قول الله عز وجل: (ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي وولاية الأئمة من بعده فقد فاز فوزاً عظيماً).
انظر إلى هذا التحريف!! هذا كله في كتاب الكافي باب: نكت ونتف من التنزيل في الولاية، هكذا عنون صاحب الكافي لهذا الباب الخبيث، المجلد الأول (ص: ٤١٧).
نقول لمن افتتن بهذا المذهب فليراجع أصول هذا المذهب في كتبهم، فأنا أنقل الآن من كتبهم: روى الكليني بإسناده عن أبي الحسن وهذا في كتاب الكافي المجلد الأول (ص:٤٢١) -قال: ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الأنبياء، ولم يبعث الله رسولاً إلا بنبوة محمد ووصية علي.
ومن ذلك أيضاً ما رواه الكليني بإسناده إلى أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: (دفع إلي أبو الحسن عليه السلام -وهو علي رضوان الله عليه- مصحفاً، وقال: لا تنظر فيه -انظر التشويق: سيدنا علي أعطاه مصحفاً وقال له: لا تفتحه، إذاً! لماذا أعطاه؟! - يقول: دفع إليه أبو الحسن مصحفاً وقال: لا تنظر فيه، يقول: ففتحته ونظرت فيه وقرأت فيه ((لم يكن الذين كفروا)) ووجدت بعدها اسم سبعين رجلاً من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم -يقصد من الصحابة رضوان الله عليهم -انظر الخبث! -.
فبعث إلي -أي: علي - وقال: ابعث إلي بالمصحف).
وتمضي افتراءات الشيعة والروافض بأكملها، وتزعم أن بعض السور قد حذفت من القرآن الكريم، وذكر منها شيخهم الطبرسي سورة الحفد، وسورة الخلع، وسورة الولاية.
هذا الكلام في كتاب فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب للنوري الطبرسي الذي ذكرته آنفاً (ص:٢٤).
ثم في موضع آخر نقل سورة الولاية، واسمع لنص سورة الولاية، قال: نص السورة: بسم الله الرحمن الرحيم، (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي، ويحذرانكم عذاب يوم عظيم، نوران بعضهما من بعض وأنا السميع العليم، إن الذين يوفون ورسوله في آيات -كذا وردت- لهم جنات نعيم، والذين كفروا من بعد ما آمنوا بنقضهم ميثاقهم وما عاهدهم الرسول عليه يقذفون في الجحيم، ظلموا أنفسهم وعصوا الوصي الرسول أولئك يسقون من ماء حميم) انظروا الضلال المبين!! هل هذه سورة؟! كلام مسيلمة أفضل وأنظف منه، وكله يخرج من بوتقة كفر خبيثة واحدة، حينما قرأت هذا النص والله تذكرت كلام مسيلمة، وقلت: سبحان الله! والله إن الكفر ملة واحدة، حينما ذهب إليه أهل الكفر والشرك من أهل الجزيرة وقد ادعى أن وحياً ينزل عليه كما ينزل الوحي على محمد، قالوا: أسمعنا شيئاً مما نزل عليك، فجلس مسيلمة الكذاب يهذي كما يهذي هؤلاء المجرمون الخبثاء، جلس يقول: (والزارعات زرعاً، والحاصدات حصداً، والعاجنات عجناً، والخابزات خبزاً) فضحك القوم، ففهم أن القوم قد تبين لهم كذبه وضلاله، فقال يريد أن يسمعهم شيئاً غير ذلك: (الفيل ما الفيل، وما أدراك ما الفيل، له خرطوم طويل، وذيل قصير) فضحك القوم، وهم أرباب بلاغة، وأرباب بيان، فقال في سورة ثالثة: (يا ضفدع بنت ضفدعين، نقي ما تنقين، نصفك في الماء ونصفك في الطين، لا الماء تكدرين، ولا الشارب تمنعين).
فقالوا: يا مسيلمة! قال: نعم، قالوا: والله إنك لتعلم يقيناً أننا نعلم يقيناً أنك كذاب.
هم يعلمون يقيناً أنه كذاب، وهو يعلم يقيناً أنهم يعلمون يقيناً أنه كذاب، فهؤلاء يكذبون بهذه الصورة السخيفة على الله جل وعلا، ويختلقون ويزيفون سوراً كاملة، ويزعمون أن هذه قد حذفت من القرآن الكريم.
وجاءت روايات كثيرة في كتب الشيعة تأمرهم بالعمل بالمصحف الموجود بين أيدي المسلمين الآن، لماذا؟ قالوا: ريثما يخرج قرآنهم الذي ورّثه علي لإمامهم المهدي المنتظر، وأنتم من أصول مذهبكم التقية، فاعملوا بهذا القرآن إلى أن يخرج المهدي بالقرآن المتكامل الصحيح.
يقول نعمة الله الجزائري: (قد روي في الأخبار أن علياً والأئمة عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة القرآن الموجود في الصلاة وغيرها، وأن يعملوا بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان، فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء، ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين؛ فيقرأ بعد ذلك ويعمل بأحكامه).
أقف عند هذا القدر لأواصل إن شاء الله تعالى تحريف الشيعة للأصل الأول من أصول التلقي، وللمصدر الأول من مصادر التلقي ألا وهو القرآن، وكيف أنهم حرفوا أصول النصوص في القرآن، ولم يكتف الروافض بذلك وإنما حرفوا في التأويل أيضاً للقرآن، وهذا ما سنتعرف عليه إن شاء الله في المحاضرة المقبلة.
أحمد الله الذي هدانا للحق، وأسأل الله أن يثبتنا عليه، وأن يتوفانا عليه، إنه ولي ذلك ومولاه، وأكتفي بهذا القدر، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.